المناهج في تربية الإنسان في استكماله ، ومثله في القرآن الكريم كثير.
وقد أشار سبحانه وتعالى إلى بعض الأصول المهمة في هذا المنهج ـ كما هو دأبه عزوجل في القرآن الكريم ـ فعلى الإنسان الجد والاجتهاد في التفريع عليها وتطبيقها على مجالات الحياة.
ولا ريب في أهمية التربية والتعليم وارتباطهما الوثيق بالإنسان ودخلهما في جميع جوانب حياته وبهما يستكمل الفرد وينال السعادة في الدارين. ولا يمكن لأي فرد من أفراد الإنسان الاستغناء عنهما في أي دور من أدوار حياته وبهما يقوم النظام الاجتماعي ، ولا يوجد أمر آخر يكون له هذا الاتصال بالواقع الإنساني وتكون له هذه الشمولية ، وهما قرين الإنسان منذ أول الخليقة في جميع أدواره.
ولا يعقل بالنسبة إليه تعالى إهمال هذا الجانب المهم في الإنسان مع علمه عزوجل بما يترتب على إهماله من الآثار ، ولم يشرع شريعة إلّا لتهذيب النّاس وتكميلهم وإيصال الفرد إلى السعادة.
ومنهج التربية والتعليم ـ كسائر المناهج والعلوم ـ قد طرأ عليه تغييرات ولم يصل إلى حده الفعلي إلّا بفضل جهود العلماء والمربين ووضع النظريات العلمية مما أوجب التغلب على كثير من الصعاب.
وللتربية والتعليم مناهج متعددة وقد وضعوا في كل واحد منها كتبا ورسائل كثيرة جدا. وأهم تلك المناهج هو : المنهج العقلي ، والمنهج المادي ، والمنهج التجريبي ، وجميع هذه المناهج قاصرة عن الإيصال إلى المطلوب إلّا المنهج الإسلامي المبيّن في القرآن الكريم والسنة الشريفة ، والسبب في قصورها عدم كفاءتها في رفع المشكلات الإنسانية إلّا في حدود معينة وصلت إليها أفكارهم القاصرة ولذا نرى الاختلاف والتناقض فيها بخلاف المنهج الإسلامي الذي يصدر عن منبع محيط بكل الجهات وفي كل زمان.