ويمتاز هذا المنهج القرآني عن غيره بوجوه عديدة أهمها :
الأول : إنّ المنهج التربوي والتعليمي في الإسلام ليس ماديا صرفا ولا عقليا بحتا بل هو يشمل الجانبين ويعطي لكل جانب حقه.
الثاني : إنّه يراعي الجانب التطبيقي ويعطي للعمل أهميته ويهتم بالمربّين والمعلمين قبل كل شيء ، فهو يأمر بالتزكية وإتيان العمل الصالح ولا يكتفي بالجانب النظري فقط.
الثالث : إنّه يهدف الكمال الإنساني ويبغي سعادة الفرد والاجتماع ووضع لكل ذلك أسسا وقواعد لا يمكن التخلي عنها.
الرابع : إنه عام يشمل جميع مراحل الإنسان وجميع جوانب حياته بل يشمل مرحلة ما بعد الموت أيضا بحسب الآثار.
الخامس : إنّه مرتب ترتيبا دقيقا يبتدئ بالتلاوة ثم التزكية فالتعليم وطلب الحكمة ، والتجاوز عن هذا الترتيب لا يوصل إلى ما يريده الإسلام.
وفي القرآن الكريم إشارات إلى كل واحد من الأمور المتقدمة وفي السنة الشريفة شرح ذلك ويأتي في الآيات المناسبة التعرض لها إن شاء الله تعالى.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (١٥٣) وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ (١٥٤) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥) الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (١٥٦) أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (١٥٧))
الآيات متسقة منتظمة كلها وردت في سبيل استكمال الإنسان. ولذّة النداء والخطاب في أولها نرفع عن العبد ثقل التكليف. وقد بيّن سبحانه وتعالى فيها أن الإنسان في طريق استكماله وإشاعة الحق ومقارعة الباطل