الأخلاق الحسنة بين النّاس ، وخدمة الوالد ، وصلة الأرحام ، وإغاثة اللهفان ، وعون الضعيف وغير ذلك مما لا حد له ولا حصر ، وتقدم قول : «إن الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق».
والمراد به في المقام الجهاد لإعلاء التوحيد ونصرة الحق ومقارعة الباطل وقمعه.
وذكر القتل في سبيل الله بعد قوله تعالى : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) من باب ذكر أهم الأفراد وأعظم الأمور الّتي لا بد من الاستعانة بالصبر فيها ، يعني : إن الله تعالى مع كل صابر خصوصا هذا القسم من الصابرين فإنه آخر درجة التصبر والاصطبار ، فيمنحهم الله تعالى المعونة والأجر الجزيل.
قوله تعالى : (أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ). أي : لا تقولوا : في شأن من قتل في سبيل الله أنهم أموات مفقودون عن الحس ذهبوا الى دار الفناء بل هم أحياء حياة أبدية ولكن لا تشعرون بها ، لأن حياتهم في غير هذا العالم المحسوس المدرك بالمشاعر.
والمراد بالحياة هنا الأعم من الحياة في عالم البرزخ والحياة الحقيقية لأجل إحياء الدين ، والحياة في الذكر واللسان ، نظير ما ورد عن علي (عليهالسلام) : «هلك خزان المال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة» وهو من باب ذكر بعض الأفراد الذي يبقى لا من باب الحصر.
وقد ذكر المفسرون في معنى الحياة هنا ما لا يرجع إلى محصّل كما يأتي تفصيل الكلام فيها.
والحياة على أقسام :
الأول : الحياة الدنيوية الظاهرية المتقومة بتدبير النفس في البدن وإعمالها للقوى الظاهرية والباطنية في الجسم الدنيوي فقط.
الثاني : الحياة الذكرى عند النّاس بعد ارتحال النفس عن البدن كما في العظماء والأكابر الذين خلدت أسماؤهم في التاريخ تعظيما لجهودهم في