العلم والأعمال الخيرية الصادرة منهم في حياتهم.
الثالث : الحياة الأبدية الخالدة التي لا يعلمها إلّا الله تعالى.
وظاهر الآية المباركة والنصوص الواردة في حياة المقتول في سبيل الله هو القسم الأخير ، لفرض أنّه بذل نفسه ونفيسه في سبيل الحي القيوم الأزلي الأبدي طلبا لرضائه وامتثال أمره ، ولا تحديد في هذه الحياة كما بالنسبة إلى القسمين المتقدمين. وتتبع هذه الحياة الحياة بالمعنى الثاني ، فما عن بعض المفسرين من أنّ المراد خصوص القسم الثاني فقط تخصيص للعموم بدون وجه.
إن قيل : مثل هذه الحياة ثابتة لكل فرد من أفراد المؤمنين ومعلومة لهم ، فلا وجه لتخصيصها بالشهيد.
يقال : إنّ أصل الحياة بعد الموت وإن كانت ثابتة للمؤمنين ومعلومة لهم ، لكن المستفاد من مجموع الآيات الشريفة والنصوص الواردة في حياة الشهيد أن فيها مزايا خاصة فوق أصل الحياة بمراتب كثيرة كما يدل عليها قوله تعالى : (عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [سورة آل عمران ، الآية : ١٦٩].
والخطاب في الآية عام لا يختص بطائفة خاصة لا المشافهين ولا غيرهم لما ثبت في علم الأصول من أن الخطابات الواردة في الشريعة المقدسة ـ خصوصا ما ورد منها في القرآن الكريم ـ من قبيل القضايا الطبيعية الشاملة لجميع الأفراد.
فمن قال باختصاص الخطاب في المقام وفي قوله تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [سورة آل عمران ، الآية : ١٦٩] بطائفة خاصة.
لا وجه له إذ لا دليل عليه بل هو مخالف لطريقة العرف والعقلاء في محاوراتهم ولا سيما هذا الخطاب الوارد في مقام الترحم على العباد والترأف بهم.
والقتل في سبيل الله تعالى هو الشهادة في سبيله تعالى : والشهيد مشتق