الأملاك والإنسان ، وقد غلب استعمال الكلمة على المسجد الحرام بحيث إذا أطلقت يفهم منها ذلك ، كما في إطلاق المدينة على مدينة الرسول (صلىاللهعليهوآله).
وقيل : إنّ المراد من البيت في المقام الكعبة المشرفة ، ولا بأس به إما من باب إطلاق الكل على الجزء ، أو من باب أن الكعبة توجب فضيلة البيت الحرام.
ولإبراهيم (عليهالسلام) مع بيت الله حالات ومقامات ، ولله تعالى معهما ألطاف وعنايات ولا بد أن يكونا كذلك لأن كلا منهما من مظاهر رحمته.
قوله تعالى : (مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً). الثوب بمعنى الرجوع أي مرجع الأنام يقصدونه للعبادة وتطهير نفوسهم عن الذنوب والآثام ، وفي الحديث : «من وقف بهذه الجبال غفر الله له من بر النّاس وفاجرهم. قيل : من برهم وفاجرهم؟ قال (عليهالسلام) : من برهم وفاجرهم».
ويمكن أن يكون المراد من اللفظ مطلق المرجعية أعم من الثواب ومن الرجوع في المعارف وتكميل النفوس ، فإن البيت الحرام كان مبدأ ظهور دعوة خاتم النبيين (صلىاللهعليهوآله) ومهبط الوحي والتنزيل فصار مرجعا للحلال ، والحرام ، كما صار قبلة للأنام ، فيكون قبلة لأهل المعنى واليقين ، كما هو قبلة للمصلين.
وفي اختيار لفظ المثابة إشارة إلى أنه مضافا إلى كونه مقصدا يقصده المؤمنون في عبادتهم أنهم يشتاقون إلى الرجوع اليه متكررا وهذا من أسرار هذا البيت وآية من آياته تعالى فيه.
ومن لطيف المقارنة أنه جلّ شأنه قارن بين جعل الإمامة لإبراهيم خليل الرحمن (عليهالسلام) وجعل البيت مثابة للناس. فهما قرينان في الجعل الأزلي والتشريعي.