وهو من المعاني الوجدانية التي يدركها كل أحد وان قصرت العقول عن الوصول إلى كنه حقيقته. فهل هو برق من نور الجمال الكامل المطلق يبرق ثم يختفي؟!!
أم هو تجلّ من وجه الله الأعظم ظهر وتجلّى؟!!
أم هو تلك الجاذبية التي أثبتها العلم الحديث في جميع الموجودات؟!!
أم هو ما بينه علي (عليهالسلام) في مقام العارفين وخطبة همام؟!!
أم هو ما نسب إلى ابنه الحسين (عليهالسلام) في دعائه لربه : «تعرفت إليّ في كل شيء فرأيتك في كل شيء وأنت الظاهر لكل شيء؟!!
أم هو ما شرحه السجاد (عليهالسلام) في مناجاة المحبين؟!!
أم هو ما ذكره ابن الفارض في قصيدته التائية الكبرى المسماة بنظم السلوك التي شرحت بشروح كثيرة مطلعها :
سقتني حميّا الحب راحة مقلتي |
|
وكأسي حميّا من عن الحسن جلّت؟!! |
أم غير ذلك مما يقوله العلم الحديث كما مر. كل ذلك قطرات من البحر لا يدرك ساحله بل يغرق وارده ، ومع ذلك فهو أوضح من كل شيء ويوجد في كل شيء.
وهو لا يختص بالإنسان بل يشمل جميع الموجودات الواجب منها والممكن ـ وقد أثبت العلم الحديث عموم الجاذبية والمجذوبية في الموجودات ، وفي حب الله تعالى وحب الإنسان ، قال تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) [سورة آل عمران ، الآية : ٣١] وحبه تعالى لمخلوقاته من فروع رحمته الواسعة.
وأما محبة سائر الموجودات له تعالى فقد أثبتها جمع من الفلاسفة منهم صدر المتألهين في كتابه القيم (الأسفار الأربعة) : أنّ الموجودات بأسرها