والعجب من بعض محققي المعاصرين (١) ـ سلّمه الله ـ أنّه لم يذكر خبر عبد الملك في الصحاح ولا في غيرها ، بل ذكره في مقام التأييد لغيره ، والحال ما قد سمعت ، على أنّ الخبر الأوّل قد صرّح بأنّ الإطلاق فيه للمعروف من الشهادة ، وبتقدير الاعتماد على خبر عبد الملك يصير التقييد به واضحا ، فتكون العهديّة واضحة ، فليتأمّل.
وما عساه يقال : إنّ عبد الملك موصوف بالأحول ، والذي اعتمد على مدحه بل توثيقه في كلام بعض (٢) صريحا ـ وإن كان الظن أنّه موهوم ، لأنّه نقله عن الكشي وليس فيه ما يقتضيه ـ ليس فيه وصف الأحول ، لإمكان الجواب بأنّ الشيخ ذكر في رجال الصادق عليهالسلام عبد الملك بن عمرو الأحول (٣) ، والظاهر أنّه المذكور في الكشي (٤).
وعلى كل حال بعد وجود ابن بكير عند القائل بما ذكرناه في معنى الإجماع لا عذر لترك ذكره. وقد وصفه جدّي قدسسره بالصحة في الروضة (٥) ، والحال ما ترى.
وما تضمنه الخبر المذكور من قوله : « التشهد » إلى آخره. يدل على أنّ لفظ الحمد لله من التشهد ، كما أنّ الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مع إله عليهمالسلام منه ، وكذلك وتقبل شفاعته ، إلاّ أنّ الإجماع أخرج الحمد لله وتقبل شفاعته ، وحينئذ يتأيّد ما قلناه عن قريب : من أنّ التشهد يقال للصلاة على محمّد وإله صلوات الله عليهم مع الشهادتين.
__________________
(١) البهائي في الحبل المتين : ٢٥٠.
(٢) كالأردبيلي في مجمع الفائدة ٢ : ٢٧٣.
(٣) رجال الطوسي : ٢٦٦ / ٧١٤.
(٤) رجال الكشي ٢ : ٦٨٧ / ٧٣٠.
(٥) الروضة البهية ١ : ٢٧٦ ـ ٢٧٧.