زمان ومكان ، ولا يكون له بقاء حتّى يتصوّر انقضائه أو عدمه ، وكذلك الأوصاف التي تكون من ذاتيات الشيء كالمحرقيّة بالنسبة إلى النار ، وبالعكس يدخل بعض الجوامد الصرفيّة في محلّ النزاع لاجتماع الامور الأربعة المذكورة فيه كالزوج والزوجة ، ولذلك قلنا بأنّ النسبة بين المشتقّ في علم الاصول والمشتقّ في علم الصرف هي العموم من وجه ، فموضع اجتماعهما نظير اسم الفاعل والمفعول ، وموضع الافتراق هو الأفعال والجوامد.
بقي هنا شيئان :
١ ـ قد ظهر ممّا ذكرنا أنّ ثمانيّة أقسام من المشتقّات الصرفيّة ( اسم الفاعل ، اسم المفعول ، الصفة المشبهة ، صيغة المبالغة ، اسم الزمان ، اسم المكان ، اسم التفضيل واسم الآلة ) والجوامد الواجدة للمعيار المذكور تكون داخلة في محلّ النزاع ، فلا وجه لتخصيص صاحب الفصول محلّ النزاع باسم الفاعل وما بمعناه من الصفات المشبهة وإخراج سائر المشتقّات ، وهي اسم المفعول وصيغة المبالغة واسمي الزمان والمكان واسم الآلة ، واستدلاله للخروج بأنّ من اسم المفعول ما يطلق على الأعمّ كقولك : « هذا مقتول زيد » أو « مصنوعه » أو « مكتوبه » ومنه ما يطلق على خصوص المتلبّس نحو « هذا مملوك زيد » أو « مسكونه » أو « مقدوره » ولم نقف فيه على ضابطة كلّية ، وهكذا اسم المكان نحو المسجد ، واسم الزمان نحو المقتل ، واسم الآلة نحو المفتاح ، بل يصدق المسجد على مكان السجدة ولو لم يسجد فيه بالفعل ، ويصدق المقتل على زمان القتل والمفتاح على آلة فتح الباب سواء حصل المبدأ أو لم يحصل بعدُ.
لأنّه يرد عليه ما مرّ من أنّ الأوصاف التي لا يتكرّر الوصف فيها تكون خارجة عن محلّ النزاع ، ومنها مثال المقتول المذكور في كلامه ، ولا يوجب خروج مصداق من مصاديق اسم المفعول عن محلّ النزاع ( لعدم تكرّره ) خروج اسم المفعول بجميع مصاديقه ، وأمّا سائر الأمثلة في كلامه فسيأتي أنّ للتلبّس بالمبدأ أنحاء منها : التلبّس بالفعل ومنها : التلبّس بالملكة ومنها : التلبّس بالحرفة ومنها : التلبّس بالشأنيّة أو الاستعداد والقابلية ، والانقضاء في كلّ منها بحسبه ، ففي مثل المسجد والمفتاح يكون التلبّس بالملكة والاستعداد لأنّ المسجد مكان يكون مستعدّاً للسجدة ، والمفتاح ما يكون مستعدّاً لفتح الباب به ، وإذا انقضى هذا الاستعداد يقع البحث في أنّهما حقيقتان في خصوص ما تلبّس بمبدأ الاستعداد في الحال ، أو في الأعمّ منه والمنقضي عنه