الغرض إذا وجدت تلك الصفة في الخارج وتلبّست الذات بها ، وأمّا إذا انقضت فهي كالمعدوم ، فكأنّ الذات لم تتّصف بها أصلاً ، فإطلاق العالم على زيد يصحّ فيما إذا كان العلم موجوداً فيه ، لأنّه مع وجود العلم يحصل ذلك الغرض العقلائي ، أمّا إذا زال العلم عنه فلا فرق بينه وبين من لم يتّصف بصفة العلم من أوّل الأمر ولا يتعلّق به غرض عقلائي.
وبعبارة اخرى : إن حمل المشتقّ على من انقضى عنه التلبّس يكون نقضاً للغرض الذي وضع المشتقّ لأجله.
الجواب : إنّ الغرض كما يتعلّق بالذات لكونها متّصفة ومتلبّسة بالوصف في الحال كذلك يتعلّق بها لكونها كانت متّصفة به أحياناً كما يتعلّق الغرض بزيد مثلاً لأنّه كان مجاهداً في سبيل الله.
وبعبارة اخرى : يمكن أن يتعلّق الغرض بذات لصرف اتّصافها بالوصف في زمان ما سواء في زمان الحال أو في الماضي ، وحينئذٍ لا يلزم نقض الغرض إذا وضع المشتقّ للأعمّ من المتلبّس والمنقضي عنه.
هذا مضافاً إلى أنّه لا يصحّ الاستدلال بهذه الوجوه العقليّة في الأبحاث اللّفظيّة.
ومنها : ما أفاده المحقّق النائيني رحمهالله فإنّه بنى هذه المسألة على المسألة الآتية من أنّه هل يكون المشتقّ مركّباً من الذات والمبدأ ، أو يكون هو خصوص المبدأ ، وقال : أمّا أن يكون مفهوم المشتقّ المبدأ اللابشرط في قبال المصدر الذي يكون بشرط لا ، أو يكون مركّباً من الذات والمبدأ ، فعلى الأوّل يكون المشتقّ موضوعاً للأعمّ من المتلبّس والمنقضي ، لأنّ الأساس والركن الركين في المشتقّ حينئذٍ هو الذات ، وانتساب المبدأ إليها يكفي فيه التلبّس في الجملة ، فلا محالة يكون المشتقّ حينئذٍ موضوعاً للأعمّ ، وعلى القول بالبساطة يكون المشتقّ موضوعاً للأخصّ ، لأنّ مفهوم المشتقّ حينئذٍ ليس إلاّنفس المبدأ المأخوذ لا بشرط ، فيكون صدق المشتقّ ملازماً لصدق نفس المبدأ ، ومع انتفائه ينتفي العنوان الاشتقاقي لا محالة ، ويكون حاله حينئذٍ حال الجوامد في كون المدار في صدق العنوان فعلية المبدأ.
ثمّ عدل رحمهالله عنه في ذيل كلامه وقال : الحقّ هو وضع المشتقّ لخصوص المتلبّس مطلقاً سواء قلنا بالبساطة أم بالتركّب ، أمّا على البساطة فواضح ، وأمّا على التركّب فلأنّ وضع المشتقّ متوقّف على تصوير جامع بين المنقضي عنه والمتلبّس في الواقع ، ومع عدمه فلا مجال لدعوى