والغصب ) يوجب تعدّد المعنون بناءً على الجواز ودخوله في باب التزاحم بناءً على الامتناع ، فهل يوجب تعدّد الإضافة ( أي تعدّد المضاف إليه ) أيضاً تعدّد المضاف بناءً على الجواز وتدخل في باب التزاحم بناءً على الامتناع أو لا؟ فلو اختار المكلّف العالم الفاسق لامتثال أمر المولى بإكرام عالم كما في اختياره الدار المغصوبة لامتثال أمر الصّلاة ، فهل هو مثله في كونه محلّ النزاع أو لا؟
لا إشكال في أنّه لا فرق بين الموردين ، أي تعدّد الإضافات من قبيل تعدّد العناوين ، فكما أنّ تعدّد العنوان بناءً على الجواز يوجب تعدّد متعلّق الأمر والنهي في مثل صلّ ولا تغصب كذلك تعدّد الإضافة أيضاً بناءً على الجواز يوجب تعدّد متعلّقهما في مثل أكرم عالماً ولا تكرم الفاسق وإن كان عنوان الإكرام فيهما واحداً ، وذلك من باب أنّ متعلّق الأمر في أكرم عالماً ليس هو مطلق الإكرام بل إنّه هو إكرام عالم ، كما أنّ متعلّق النهي في لا تكرم الفسّاق أيضاً ليس هو مطلق الإكرام بل هو إكرام الفاسق ، ولا إشكال في أنّ أحدهما غير الآخر ، فإذا اجتمعا في مورد واحد وفي شخص واحد باختيار المكلّف أي في إنسان يكون عالماً وفاسقاً كان المورد من باب اجتماع الأمر والنهي بشرط كونه من باب التزاحم لا التعارض ، أي كان الملاك موجوداً في كليهما ، فكان هذا العالم من مصاديق من يجب إكرامه واقعاً لعلمه وكان ممّن يحرم إكرامه واقعاً لفسقه.
وبالدقّة في ما ذكرنا من المثال للمسألة وما أوضحنا لك في شرحه تعرف عدم ورود شيء من الإشكالات التي ذكرها في المحاضرات (١) ، وعليه عدم كون هذا الكلام من الغرائب كما توهّم.
إلى هنا تمّ الكلام في باب اجتماع الأمر والنهي والحمد لله ربّ العالمين.
__________________
(١) راجح المحاضرات : ج ٤ ، ص ٤١٩ ـ ٤٢٢.