أين أقبلت؟ قال : أقبلت من عند ربّي ، فهذا ما كان على عهد نبيّكما موسى عليهالسلام.
وأمّا ما كان على عهد نبيّنا فذلك قوله في محكم كتابه : «مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا» (١) الآية.
قال اليهوديّان : فما منع صاحبيك أن يكونا جعلاك في موضعك الذي أنت أهله؟ فوالذي أنزل التوراة على موسى إنّك لأنت الخليفة حقّا ، نجد صفتك في كتبنا ونقرؤه في كنائسنا ، وإنّك لأنت أحقّ بهذا الأمر وأولى به ممّن قد غلبك عليه.
فقال علي عليهالسلام : قدّما وأخّرا وحسابهما على اللّه عزوجل يوقفان ويسألان» (٢).
١١ ـ ما رواه سلمان الفارسي في حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق إلى المدينة مع مئة من النصارى بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله وسؤاله أبا بكر عن مسائل لم يجبه عنها ثمّ أُرشد إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام فسأله عنها فأجابه ، فكان فيما سأله أن قال له :
«أخبرني عن وجه الربّ تبارك وتعالى ، فدعا علي عليهالسلام بنار وحطب فأضرمه فلمّا إشتعلت قال علي عليهالسلام : أين وجه هذه النار؟
قال النصراني : هي وجه من جميع حدودها.
قال علي عليهالسلام : هذه النار مدبّرة مصنوعة لا تعرف وجهها ، وخالقها لا
__________________
(١) سورة المجادلة : (الآية ٧).
(٢) بحار الأنوار : (ج٣ ص٣٢٤ ب١٤ ح٢٢).