بلاده ، وبهم ينزل القطر من السماء ، وبهم تخرج بركات الأرض ، وبهم يمهل أهل المعاصي ولا يعجّل عليهم بالعقوبة والعذاب ، لا يفارقهم روح القدس ولا يفارقونه ، ولا يفارقون القرآن ولا يفارقهم صلوات اللّه عليهم أجمعين» (١).
٧ ـ حديث سليمان بن جعفر الجعفري قال : سألت الرضا عليهالسلام فقلت :
«تخلو الأرض من حجّة؟
فقال : لو خلت الأرض طرفة عين من حجّة لساخت (٢) بأهلها» (٣).
٨ ـ إبراهيم بن أبي محمود قال : قال الرضا عليهالسلام :
«نحن حجج اللّه في أرضه وخلفاؤه في عباده ، واُمناؤه على سرّه ، ونحن كلمة التقوى ، والعروة الوثقى ، ونحن شهداء اللّه وأعلامه في بريّته ، بنا يمسك اللّه السماوات والأرض أن تزولا ، وبنا ينزّل الغيث ، وينشر الرحمة ، لا تخلو الأرض من قائم منّا ظاهر أو خافٍ ، ولو خلت يوما بغير حجّة لماجت بأهلها كما يموج البحر (٤) بأهله» (٥).
وكلامهم الشريف هذا إرشاد إلى نور العقل وإثارة لدفائن العقول .. وبتدبّر ذوي الألباب يدرك العقل صدق كلامهم ، ويصدق اللبّ حقيقة بيانهم ، ويستيقن بنعمة الإمامة وفيض الإمام.
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٢٣ ص١٩ ب١ ح١٤).
(٢) ساخت الأرض أي خسفت.
(٣) بحار الأنوار : (ج٢٣ ص٢٩ ب١ ح٤٣).
(٤) يقال : ماج البحر أي إضطرب موجه.
(٥) بحار الأنوار : (ج٢٣ ص٣٥ ب١ ح٥٩).