أو صنعتها وكانت معدومة ، فإن كنتُ صنعتها وكانت موجودةً فقد استغنيتُ بوجودها عن صنعتها ، وإن كانت معدومة فإنّك تعلم أنّ المعدوم لا يُحدث شيئا ، فقد ثبت المعنى الثالث أنّ لي صانعا وهو اللّه ربّ العالمين.
فقام وما أجاب جوابا» (١).
٨ ـ علي بن منصور قال : قال لي هشام بن الحكم : كان زنديق بمصر يبلغه عن أبي عبداللّه عليهالسلام فخرج إلى المدينة ليناظره فلم يصادفه بها ، فقيل له : هو بمكّة فخرج الزنديق إلى مكّة ونحن مع أبي عبداللّه عليهالسلام فقاربنا الزنديق ـ ونحن مع أبي عبداللّه عليهالسلام ـ في الطواف فضرب كتفه كتف أبي عبداللّه عليهالسلام،فقال له جعفرعليهالسلام :
«ما اسمك؟
قال : اسمي عبدالملك.
قال : فما كنيتك؟
قال : أبو عبداللّه.
قال : فمن الملك الّذي أنت له عبد ، أمن ملوك السماء أم من ملوك الأرض؟
وأخبرني عن اسمك ، أعبد إله السماء أم عبد إله الأرض؟ فسكت.
فقال له أبو عبداللّه عليهالسلام : قل ما شئت تُخصم.
قال هشام بن الحكم : قلت للزنديق. أما تردّ عليه؟ فقبّح قولي.
فقال له أبو عبداللّه عليهالسلام : إذا فرغت من الطواف فأتنا.
فلمّا فرغ أبو عبداللّه عليهالسلام أتاه الزنديق فقعد بين يديه ونحن مجتمعون
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٣ ص٥٠ الباب٢ ح٢٣).