ليلاً؟ اضطرّا ـ واللّه ياأخا أهل مصر! ـ إلى دوامهما ، والّذي إضطرّهما أحكم منهما وأكبر منهما.
قال الزنديق : صدقت.
ثمّ قال أبو عبداللّه عليهالسلام : ياأخا أهل مصر! الذي تذهبون إليه وتظنّونه بالوهم فإن كان الدهر يذهب بهم لِمَ لا يردّهم وإن كان يردّهم لِمَ لا يذهب بهم (١)؟
القوم مضطرّون ياأخا أهل مصر! السماء مرفوعة ، والأرض موضوعة ، لِمَ لا تسقط السماء على الأرض؟ ولِمَ لا تنحدر الأرض فوق طباقها فلا يتماسكان ولا يتماسك من عليهما؟
فقال الزنديق : أمسكهما واللّه ربّهما وسيّدهما. فآمن الزنديق على يدي أبي عبداللّه عليهالسلام.
فقال له حمران بن أعين : جعلت فداك! إن آمنت الزنادقة على يديك فقد آمنت الكفّار على يدي أبيك.
فقال المؤمن الذي آمن على يدي أبي عبداللّه عليهالسلام : إجعلني من تلامذتك.
فقال أبو عبداللّه عليهالسلام لهشام بن الحكم : خذه إليك فعلّمه. فعلَّمه هشام فكان معلّم أهل مصر وأهل الشام ، وحسنت طهارته حتّى رضي بها أبو عبداللّه عليهالسلام» (٢).
__________________
(١) فإنّ الزنادقة كانوا من الدهرية القائلين بأنّه ما هي إلاّ حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلاّ الدهر.
(٢) بحار الأنوار : (ج٣ ص٥١ الباب٢ ح٢٥).