وما تقذف به السباع والهوام من أجوافها ، ممّا أكلته ومزّقته ، كلّ ذلك في التراب ، محفوظ عند من لا يعزب عنه مثقال ذرّة في ظلمات الأرض ، ويعلم عدد الأشياء ووزنها ، وإنّ تراب الروحانيين بمنزلة الذهب في التراب ، فإذا كان حين البعث مطرت الأرض مطر النشور ، فتربو الأرض ثمّ تمخّضوا مخض السقاء ، فيصير تراب البشر كمصير الذهب من التراب إذا غسل بالماء ، والزبد من اللبن إذا مخض ، فيجتمع تراب كلّ قالب إلى قالبه ، فينتقل بإذن اللّه القادر إلى حيث الروح ، فتعود الصور بإذن المصوّر كهيئتها ، وتلج الروح فيها ، فإذا قد استوى لا ينكر من نفسه شيئا ...» (١).
٣ ـ حديث جامع الأخبار : إنّ فاطمة صلوات اللّه عليها قالت لأبيها : ياأبت أخبرني كيف يكون الناس يوم القيامة؟
قال صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«يافاطمة! يشغلون فلا ينظر أحد إلى أحد ، ولا والد إلى الولد ولا ولد إلى اُمّه ؛ قالت : هل يكون عليهم أكفان إذا خرجوا من القبور؟
قال : يافاطمة؟ تبلى الأكفان وتبقى الأبدان ، تستر عورة المؤمن ، وتبدى عورة الكافرين.
قالت : ياأبت! ما يستر المؤمنين؟
قال : نور يتلألأ لا يبصرون أجسادهم من النور ، قالت : ياأبت! فأين ألقاك يوم القيامة ، قال : انظري عند الميزان وأنا اُنادي : ربّ أرجح من شهد أن لا إله إلاّ اللّه ، وانظري عند الدواوين إذا نشرت الصحف وأنا
__________________
(١) الإحتجاج : (ج٢ ص٩٧ ـ ٩٨).