«ما يقول الناس في أرواح المؤمنين؟ فقلت : يقولون : تكون في حواصل طيور خضر في قناديل تحت العرش ، فقال أبو عبداللّه عليهالسلام : سبحان اللّه! المؤمن أكرم على اللّه من أن يجعل روحه في حوصلة طير ، يايونس! إذا كان ذلك أتاه محمّد صلىاللهعليهوآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين والملائكة المقرّبون عليهمالسلام فإذا قبضه اللّه عزوجل صيّر تلك الروح في قالب كقالبه في الدنيا ، فيأكلون ويشربون ، فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا» (١).
٦ـ حديث الإحتجاج (٢) المتقدّم الذي صرّح فيه أنّ الروح باقٍ إلى يوم ينفخ في الصور.
هذا ، وقد أفاد العلاّمة المجلسي (٣) أنّ عذاب البرزخ وثوابه ممّا اتّفقت عليه الاُمّة سلفا وخلفا وقال به أكثر أهل الملل ، ولم ينكره من المسلمين إلاّ شرذمة قليلة لا عبرة بهم ، وقد انعقد الإجماع على خلافهم سابقا ولاحقا ، والأحاديث الواردة فيه من طرق الخاصّة والعامّة متواترة المضمون.
وعليه فالكتاب والسنّة والإجماع كلّها دالّة على عالم البرزخ ، رحمنا اللّه فيه بفضله ورحمته.
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٦ ص٢٦٩ ب٨ ح١٢٤).
(٢) الإحتجاج : (ج٢ ص٩٧) ، وقد مرّ ذكره في (ص٣٩٥) من هذا الكتاب.
(٣) بحار الأنوار : (ج٦ ص٢٧١).