الإمتناع لدام بقاؤها ، لم يتكأّده صنع شيء منها إذ صنعه ، ولم يؤده خلق ما خلقه وبرأه ، ولم يكوّنها لتشديد سلطان ، ولا لخوف من زوال ونقصان ، ولا للإستعانة بها على ندٍ مكاثر ، ولا للإحتراز بها من ضدّ مثاور ، ولا للإزدياد بها في ملكه ، ولا لمكاثرة شريك في شركه ، ولا لوحشة كانت منه فأراد أن يستأنس إليها.
ثمّ هو يفنيها بعد تكوينها لا لسأم دخل عليه في تصريفها وتدبيرها ، ولا لراحة واصلة إليه ، ولا لثقل شيء منها عليه ، لم يملّه طول بقائها فيدعوه إلى سرعة إفنائها ، لكنّه سبحانه دبّرها بلطفه وأمسكها بأمره ، وأتقنها بقدرته ، ثمّ يعيدها بعد الفناء من غير حاجة منه إليها ، ولا إستعانة بشيء منها عليها» (١).
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٦ ص٣٣٠ ـ ٣٣١ ب٢ ح١٦) ، وهي خطبة نهج البلاغة : (الرقم ١٨١ ص١٤٢ من الطبعة المصرية).