(وفي العبري) أنه سير ابنه الكبير في تومانين من العساكر إلى جانب خجند والآقانويان وسه كتو بوغا بخمسة آلاف على فناكت (بناكت) وخجند وذهب هو بالباقي من الجيش مع ابنه تولى خان إلى بخارا.
محاصرة أوترار وضبطها :
دام القتال على او ترار مدة خمسة أشهر. لأن السلطان محمدا كان قد سير إليها غايرخان في خمسة آلاف فارس (وفي الشجرة كان معه خمسون ألفا لمحافظة المدينة) ثم لما علم أن المغول سوف يهاجمون المدينة سير من ضباطه قراجا (١) خان حاجب وأمدّه في عشرة آلاف وكانوا كلهم بها. ولما ضاقت الحيلة بمن في المدينة وعجزوا عن المقاومة شاور قراجاخان وأشار إلى غايرخان في لزوم الصلح وتسليم البلد فأبى غايرخان إلّا المجاهدة حتى الموت ، لعلمه أن المغول لا يبقون عليه ، فلم ير في المصالحة مصلحة ، فتوقف قراجا إلى هجوم الليل وخرج في أكثر عسكره إلى الخارج من باب الصوفي (٢) فأخروه إلى الصبح ، ثم حمل إلى ابني جنگيزخان فاستنطقاه واستعلما منه كنه أحوال البلد وأمر بقتله وقتل كل من معه ، قائلين : إذا كنت لم تبق على مخدومك وولي نعمتك فلا تبق علينا ، وزحف العسكر إلى المدينة فدخلوها وأخرجوا أهلها جميعهم إلى ظاهرها وأغاروا على ما فيها ، وبقي غايرخان في عشرين ألفا من عسكره متفرقين في دروب المدينة لم يتمكن منهم المغول ، وكانوا يخرجون خمسين خمسين يكاوحون ويطعنون في عسكر المغول ويقتلون ثم يقتلون.
وكان هذا دأبهم شهرا إلى أن بقي غابر خان ومعه نفران يجالدون
__________________
(١) وفي الشجرة قرا حاجب.
(٢) وفي ابن العبري باب دروازة الصوفي فجمع بين باب ومعناها وهي دروازة وهذا غير صحيح.