قتلة تمرتاش ابن الامير چوبان :
كان تمرتاش صاحب بلاد الروم في حياة أبيه واستولى على جميع بلادها من قونية إلى قيسارية وغيرهما من البلاد المذكورة فلما انقهر أبوه وهرب ضاقت بتمرتاش الأرض ففارق بلاده وسار إلى الشام ثم منها إلى مصر قاصدا السلطان وكانت نفس المذكور كبيرة جدا بسبب كبر أصله في المغل (المغول) وكبر منصبه ولم يكن له عقل يرشده ... وصل المذكور إلى السلطان بالديار المصرية في العشر الأول من ربيع الأول فأنعم عليه السلطان الانعامات الجليلة وعرض عليه أمرة كبيرة وإقطاعا جليلا فأبى أن يقبل ذلك وأن يسلك ما ينبغي واتفق أن الصلح قد انتظم بين السلطان وبين أبي سعيد. وكان أبو سعيد يكاتب ويطلب تمرتاش المذكور وانضم إلى ذلك ما بلغ السلطان عنه أنه أخذ أموال أهل بلاد الروم وظلمهم الظلم الفاحش فأمسكه السلطان واعتقله في أواخر شعبان من هذه السنة. ثم حضر اباجي رسول ابي سعيد فبالغ في طلب تمرتاش المذكور فاقتضت المصلحة إعدامه فأعدم تمرتاش المذكور في ٤ شوال من هذه السنة بحضرة اباجي رسول أبي سعيد (١). وفي ابن بطوطة ما يوضح الأسباب أكثر ... وقد مر الكلام على ذلك ...
وقد ذكر صاحب الدرر الكامنة عنه أنه كان شجاعا فاتكا إلا أنه خف عقله فزعم أنه المهدي فرده والده عن هذا المعتقد ثم ولاه أبو سعيد الحكم في بلاد الروم وكان جوادا مفرطا ثم وقع له بعد قتل أخيه دمشق خواجة خوف من أبي سعيد ففر إلى الناصر محمد فتلقاه بالإكرام وصيره أميرا ، وكانت المهادنة بين الناصر وأبي سعيد فكتب أبو سعيد يطلب منه إرسال تمرتاش فامتنع من إرساله ثم أمر بقتله وإرسال رأسه وتأسف الناس عليه وأرسل الناصر يقول قد أرسلت لك رأس غريمك
__________________
(١) أبو الفداء ج ٤ ص ١٠٢.