حوادث سنة ٧١٦ ه (١٣١٦ م)
عزل الوزير تاج الدين علي شاه :
لما قضي على الوزير سعد الدين نال الوزارة تاج الدين علي شاه وقد اشترط أن لا يخرج عن رأي الوزير الخواجة رشيد الدين ... وكان المأمول أن يتم الصفاء بين هذين الوزيرين فقد خلا الجو لهما ونجا كلاهما من أكبر عدو ، مزاحم لهما ... إلا أن الحوادث الماضية بعد قتلة سعد الدين برهنت على أن تاج الدين علي شاه لم يكن قد تخلص من سلفه إلا لأمر الوقيعة بالآخر وليخلو له الأمر ويستقل بالإدارة ... فالحرص يبلغ بالمرء أكثر من هذا ولم تقف الآمال عند حد محدود فصار يعادي متفقه بالأمس وينصب له الحيل والخدع للوقيعة ، ويتوسل بأنواع الوسائل للوصول إلى غرضه ...
وكذا زوجة المقتول سعد الدين لم تقف عند المصاب وإنما كانت تتحين الفرص وتترقب حصول الخلل لتثأر من الوزير الخواجة رشيد الدين كما أشير إلى ذلك فيما مرّ واستخدمت كل ما في وسعها بجد ونشاط ويقال هي في الأصل يهودية وامرأة فتانة فلم تدع طريقا إلا ولجته. وكان جل معولها أن ترى ما يحدث بين الوزراء من برودة أو نفرة ، أو تصادم في المطالب واختلاف في الأهواء ... وكانت تستعين بامرىء آخر كان يهوديا فأسلم وهو أحد أطباء البلاط نجيب الدولة ... فكانوا جميعا يسعون في أن يشعلوا الجذوة ويزيدوا في الفتنة ... وأساسا نرى تاريخ المغول مملوءا من حوادث الخدع وغالبها ينسب إلى اليهود وتسويلاتهم وألعابهم في هذه الحكومة باطنا وظاهرا سواء في أيام الجايتو أو في زمن ابنه أبي سعيد فقد كان نفوذهم واسع النطاق جدا ...
ويقال إن الخواجة رشيد الدين كان قد استخدمهم لصالحه في بادىء الأمر ونكل بخصومه الأولين وقضى بهم لوازمه فكانوا القاضية