ورتبوا في جميع الأعمال نوابا وشرعوا في عمارتها.
ووصل الأمير قيراغا (وفي جامع التواريخ قرابواقا) وايلكان نويان إلى بغداد مع ثلاثة آلاف من المغول ليعمروا ما كانوا هدموه وأن يقبضوا على نواصي الأمور.
وعين الأمير قراتاي عماد الدين عمر بن محمد القزويني نائبا عن الوزير. فكان يحضر الديوان مع الجماعة. وكان ذا دين ومروءة وعين شهاب الدين بن عبد الله صدرا للوقوف وتقدم إليه بعمارة جامع الخليفة.
وكان قد أحرق وكذا مشهد موسى الجواد (مشهد الكاظمين) ثم فتح المدارس والربط وأثبت الفقهاء والصوفية وأدرّ عليهم الأخباز والمشاهرات وسلمت مفاتيح دار الخليفة إلى مجد الدين محمد بن الأثير وجعل أمر الفراشين والبوابين إليه.
وحينئذ أخذ الناس يدفنون قتلاهم ورفعوا جثث الدواب المطروحة في الأسواق والأزقة وشرعوا في تعمير الأسواق (١) ...
ومما نقله الفوطي أن الجاثليق تقدم بسكنى دار علاء الدين الطبرسي الدويدار الكبير التي على شاطىء دجلة فسكنها ودق الناقوس على اعلاها واستولى على (دار الفلك) التي كانت رباطا للنساء تجاه هذه الدار المذكورة ، وعلى الرباط البشيري المجاور لها ، وهدم الكتابة التي كانت على البابين وكتب عوضها بالسرياني ....
التشكيلات الإدارية :
هؤلاء موظفو العراق آنئذ ، وإن التشكيلات الإدارية أبقيت على ما هي عليه وأهم أوصافها أن الوزير في الحقيقة لم يكن مستقلا في
__________________
(١) ابن الفوطي وجامع التواريخ.