لحراستهم وكان الخليفة يرى أنه سيهلك قطعا فلم يبق له ارتياب. وكان يأسف على إبائه قبول النصائح (١) ...
احتلال بغداد :
ثم بتاريخ ٥ صفر سنة ٦٥٦ ه استولى المغول على بغداد ودخلوها وقد مرّ الكلام على ذلك في أول الكتاب ...
وقد أوقعوا بالأهلين ما لم يخطر ببال ، وقد اتفق المؤرخون في حكاية الحادث وعظم المصاب (٢) ...
وفي يوم الأربعاء ٧ صفر باشر المغول بالقتل العام وسلب الأموال فهجم الجيش المغولي دفعة واحدة وكانوا يحرقون الأخضر واليابس فلم يسلم منهم أحد إلا البيوت الحقيرة للغرباء والزراع ... فكان الهول عظيما ...
وفي يوم الجمعة ٩ صفر دخل هلاكو المدينة وتوجه إلى مقر الخليفة وجلس في الميمنية وأمر أن يحضر الأمراء وأشار بإحضار الخليفة وقال له :
إننا ضيوف وأنت رب المنزل فأت إلينا بما يليق لضيافتنا. فزعم الخليفة أن ذلك صحيح وكان يرتجف من الخوف ومندهشا لدرجة أنه عاد لا يعلم مفاتيح خزائنه فأمر أن يكسروا الأقفال فأخرجوا ما يقدر بألفين من الثياب وعشرة آلاف دينار ونفائس ومرصعات وجواهر عديدة ... فلم يلتفت هلاكو خان إلى هذه الأشياء ووزعها على الأمراء الحاضرين.
__________________
(١) جامع التواريخ وابن العبري وغيرهما ...
(٢) ر : ص ٣٧ : ٤٠ من هذا الكتاب.