راعاها جنگيزخان مع تجاره لكان أكبر ملك حقيقة مهما كانت نتائج مقدراته ، كما أن غلطته في مقاومة الخلافة وقطع الخطبة وضرب النقود ... مما هيجت عليه الرأي العام وأحبطت مساعيه أكثر مما لو صحت مكاتبة الخليفة الناصر للتتر ودعوتهم للتسلط على خوارزمشاه ...
وله أغلاط كبرى غير هذه مثل قتلة الشيخ مجد الدين العالم المشهور (١). وكانت حروبه شديدة وطاحنة ولو لا هذه الحروب وتوقف جنگيز من أجلها لما صده صاد ... فقد رأى الهول منه وكاد ينتصر عليه ... وعلى كل كانت عظمته تفوق سائر الملوك وموكبه فخما وعلامات أعلامه لا تشبه غيرها ... ومن أراد التفصيل أكثر فليرجع إلى أبي الفداء وإلى المنشي النسوي فإنهما نقلا أمورا مستقصاة لا يسعها بحثنا هذا فقد التزمنا الاختصار لبيان الأوضاع بين الحكومتين والمقارعات الحاصلة بينهما ...
جلال الدين منكبرتي :
سار جلال الدين منكبرتي (٢) بعد موت أبيه السلطان محمد من الجزيرة إلى خوارزم ثم هرب من التتر ولحق بغزنة وجرى بينه وبين التتر قتال فهرب جلال الدين من غزنة إلى الهند فلحقه جنگيزخان إلى ماء السند وتصافقا صبيحة يوم الأربعاء لثمان خلون من شوال سنة ٦١٨ ه ١٢٢٢ م وكانت الكرّة أولا على جنگيزخان ثم عادت على جلال الدين وبالا وحال بينهما الليل وولى جلال الدين الأدبار منهزما وأسر ولد جلال الدين وهو ابن سبع سنين أو ثمان وقتل بين يدي جنگيزخان صبرا.
__________________
(١) شجرة الترك ص ١٠٢.
(٢) ورد في ابن الفوطي بلفظ منكوبرتي و«منكو» اسم من اسماء الله أو صفة من صفاته و«برتي» ويردى بمعنى أعطى وتلفظ «بردي» أيضا والمجموعة بمعنى عطاء الله أو ما هو قريب منها ...