حوادث سنة ٦٨٦ ه (١٢٨٧ م)
والي العراق قتلغ شاه
ذيول التبدلات في حكومة العراق :
في السنة الماضية كان الأمير أروق قتل جماعة من الحكام (بالعراق). وفي هذه السنة جعل عوضهم الملك (ناصر الدين) قتلغ شاه ابن سنجر مملوك علاء الدين صاحب الديوان فسأل إبعاد سعد الدولة ابن الصفي الحكيم اليهودي عنه وأن يكف يده عن الحكم معه فأجيب إلى ذلك فأقام سعد الدولة في الأردو على قاعدة الأطباء هناك فاتفق له القرب من السلطان ارغون والخلوة وحصل له ما لم يخطر بباله فكشف له أمور العراق وعرفه جميع الأحوال ثم أخذ في الطعن على الأمير بوقا وأخيه أروق وبين له وجوه ارتفاقهما من الممالك فتغير قلبه عليهما.
ولما وصل قتلغ شاه إلى بغداد قسط على الناس أموالا على سبيل القرض وثقل عليهم في استيفائها فنفرت الناس منه فبينما هو على ذلك وردت الأخبار بوصول الأمير (أردوقيا) وسعد الدولة لتصفح أحوال العراق. ثم إنهما وصلا واجتمعا بالأمير أروق فكان أول ما اعتمداه إسقاط ما قرر على الناس من القرض. ثم أصلحا حال العراق واسترفعا حسابه وجمعا المال من وجهه وتوجهوا جميعا إلى السلطان فأنهى إليه سعد الدولة ما فعل أروق وقتلغ شاه بالرعية وما صار إليهما من الأموال فأمر باستخراج ذلك من قتلغ شاه فعاد سعد الدولة إلى بغداد واستصحبه معه. فكان وصول الأمير اردوقيا في المحرم هو وسعد الدولة ابن الصفي اليهودي إلى بغداد وحضرا عند الأمير أروق وعرضا عليه ما معهما من الفرامين فأمر أن ينادى في بغداد أن يحضر إلى الديوان كل من معه فرمان وبايزة (١). فلما حضروا أخذوا ذلك منهم وعزل ناصر
__________________
(١) يريد هنا بالفرمان اليرليغ وقد مضى القول عنه وعن البايزة ...