وكان لهذه الإمارة شأن كبير وصيت ذائع وسلطة واسعة في جزيرة العرب. وستأتي بقية حوادثهم في حينها من ناحية علاقتها بالعراق.
ومن هذا تتعين درجة قدرة هؤلاء الأمراء ونفوذهم على العشائر نفوذا كبيرا ولا يستغرب أن يداريهم الملوك المجاورون في العراق وسورية ويماشونهم في رغباتهم ...
وفي أيام المغول الأولى نظرا لقدرة الحكومة وقوتها لم يذكر للعشائر شأن أو لم تعرف لهم مكانتهم وفي عهدها الأخير ضعفت فصارت تلجأ إلى السياسة العشائرية أو أنها لم تشعر بسطوتها آنئذ وطريق الاستفادة منها ... ومن ثم عادت العشائر لميدان السياسة وصار يحسب لها وزنها ...
وفاة هدية البغدادية :
هدية بنت علي بن عسكر البغدادية : اللبان أبوها ، والهراس جدها الصالحية ولدت سنة ٦٢٦ ه وروت عن الزبيدي حضورا وعن ابن اللتي كثيرا وعن جعفر الهمذاني وغيرهم وكانت صالحة ، كثيرة الصلاة تحولت إلى القدس إلى أن ماتت هناك في جمادى الأولى سنة ٧١٢ ه (١).
صاحب ماردين :
في هذه السنة في ربيع الآخر مات صاحب ماردين الملك المنصور غازي ابن المظفر قره ارسلان الأرتقي في عشر السبعين ودولته نحو عشرين سنة وملك بعده ابنه العادل علي فعاش بعده سبعة عشر يوما ومات فملك أخوه الملك الصالح (٢).
__________________
(١) الدرر الكامنة ج ٤ ص ٤٠٤.
(٢) ابن الوردي ج ٢ ص ٢٦١ والشذرات ص ٣١.