حوادث سنة ٧٢٢ ه (١٣٢٢ م)
رسل أبي سعيد ـ شروط الصلح :
«بتاريخ العشر الأخير من ربيع الأول وصلت إلى الأبواب العالية رسل أبي سعيد ملك العراقيين وهم حسن بن شادي بن صنوجق ومملوك چوبان نائب أبي سعيد والقاضي نصير الدين محمد ابن القزويني الشافعي قاضي تبريز وصحبتهم ابن خاله السلطان أحمد وكان مجيئهم بسبب المصاهرة بين الملكين فأنعم السلطان عليهم وسفر معهم ايتمش المحمدي أحد مقدمي الألوف رسولا بهدية سنية من الخيول الاصائل والحوايص المجوهرة وحمار الوحش مخطط بأبيض وأسود وصل من اليمن. وقال صاحب النزهة وكان رسل أبي سعيد المذكورين قرروا مع السلطان أن يستمر الصلح بينهم وبين المسلمين فإنهم قد لحقوا بالإسلام وتلفظوا بالشهادة وأقيمت عندهم الخطبة والصلوات وأن يكون بينهم يمين أن لا يدخل بلادهم فداوي ، وأن يكون الحاج مستمرا ، وأن كل من يحضر إلى بلادهم يرجع إلى مصر وكل من يحضر منا إليهم يرجع إلى بلادنا ، وأن الرسول الذي يحضر من جهة السلطان يكون ممن يوثق بدينه وأمانته.
فلما سمع السلطان أجاب إلى ذلك وأمر القاضي كريم الدين أن يستعمل بالإسكندرية تفاصيل عليها اسم السلطان أبي سعيد ونائبه چوبان ، وجهز له تحفا كثيرة وعشر قوافل وعشر بركستوانات وخوذا وسيوفا وخيلا عربية كاملة العدد وأشياء فاخرة وعين للسفر الأمير ايتمش المحمدي لأنه كان رجلا جيدا صادق اللسان عاقلا يعرف لسان التتار وكتب معه وذكر في الجواب عن جميع ما في كتاب أبي سعيد غير أنه خالف في قولهم أن كل من يحضر إلى بلادهم يرجع إليهم وذكر أيضا أنه يخطب باسمه في بلادهم ويذكر اسمه قرين اسم أبي سعيد وأن يكون