٢ ـ كسر الدراهم : (نقود جديدة)
وفي هذه السنة ابطلت الدراهم. وتعطلت أمور العالم لذلك وبطلت معايشهم وضرب دراهم غيرها وقرر سعرها ثمانية مثاقيل بدينار. واختلفت قيمة الدراهم الأولى. فكان منها عشرة مثاقيل ومنها اثنا عشر مثقالا بدينار فذهب من الناس شيء كثير.
ثم ضرب في بقية السنة دراهم مثل الدراهم الآبقائية وتقدم ان يتعامل الناس بها عددا كما تعاملوا بالآبقائية.
٣ ـ الغلاء :
ثم غلت الأسعار فبلغ الكرّ (١) من الحنطة مائة وثمانين دينارا ، وكر الشعير مائة دينار ، وبيع الخبز ثلاثة ارطال بدرهم ، ووصل من الموصل دقيق وخبز مرقق بيع بالحجر وأخذت تمغته ولم يسمع قبل هذا أنه بيع في الحجر خبز ولا جلب إلى بغداد إلا بعد الواقعة فإن أهل الحلة أمنهم السلطات على نفوسهم وأموالهم كما ذكرنا فكانوا يحملون الغلة والخبز والتمر والسمك وغير ذلك ، وباع القوم الضعفاء أولادهم وألقت امرأة نفسها في دجلة قيل إنها كانت على الجسر تطلب فلم يعطها أحد شيئا فآثرت إتلاف نفسها ، وأكل الناس ورق الجزر والسلجم والبصل ونبات الأرض كعروق القصب والبردي والحلفاء وغيره وانقضت السنة والناس على ذلك ولقوا شدة عظيمة من الغلاء وكسر الدراهم.
٤ ـ غارة عسكر الشام على الموصل وأنحائها :
أغارت طائفة من عسكر الشام على ديار بكر والموصل وإربل وقتلوا ونهبوا وسبوا وأخذوا أموال التجار من قيسارية الموصل وقتلوا
__________________
(١) الكر بالضم مكيال لأهل العراق يساوي اثني عشر وسقا وكل وسق ستون صاعا والصاع ثمانية ارطال أو أربعة امنان ... «تاج العروس».