القول بينهما وانقطع بهذه الصورة ونجا يالواجي من غضب السلطان.
وبهذه الصورة دامت الصداقة والوفاق بينهما فصار عدو أحدهما عدو الآخر ، وصديقه صديقه فتعاهدا على أن لا يضر الواحد الآخر.
سفير الخليفة إلى جنگيزخان :
وعلى هذا ذهب سفراء جنگيزخان إليه فسر ، وعزم أن لا يتجاوز على السلطان محمد ما لم يتعد عليه وفي هذه الأثناء جاءه سفير الخليفة الناصر فلم يلتفت إليه ، أو بالتعبير الأصح أظهر طرد سفير الخليفة ولم يقبله حبا في المصافاة ... وفي هذا من التكتم ما فيه ... حتى دعا ذلك أن يقال إنه لم يفكر في الإخلال في المعاهدة كما في (شجرة الترك) هذا في حين أننا نرى صحبة الطرفين على دخل ولم يهمل واحد منهما الطريقة اللازمة للتزود من المعرفة ووقوف كل على احوال الآخر. وما يحكيه صاحب الشجرة من أن التجار حين وردوا إلى غايرخان عرفه أحدهم وكان يعرف اسمه الأصلي (أينالجق) فدعاه به فغضب وكان هذا التاجر لا يعرف اللقب الجديد فكتب الوالي إلى السلطان محمد بأنه وردنا جواسيس فاستطلع رأيه فيهم ... فهذا غير صحيح ولا يعول عليه بوجه. فلا يكون مغفلا لهذا الحد ولكن الغلط كان فيما أجراه من قتل التجار والرسل فكان الواجب عليه أن يعاملهم بالحسنى ويعيدهم دون أن يدعهم يتوغلون في المملكة أو يؤخر أمرهم إلى أن يستأذن فلم يؤذن لهم إلا إلى وقت آخر وأن يعين الطريق الذي يجب أن يسيروا فيه تحت مراقبة وترصد تامين (١).
__________________
(١) كنت أوردت عن ابن الأثير اتهامه الخليفة الناصر ، ونقل أيضا عن مؤرخي العجم كما في ج ١٢ ص ١٨١ في حوادث سنة ٦٢٢ ه.
وجاء في ابن أبي عذيبة :