حوادث سنة ٦٩٦ ه (١٢٩٧ م)
السلطان غازان والعراق :
في المحرم سار السلطان غازان يريد العراق. فلما وصل همذان بلغه أن نوروز قد تغيرت طاعته في نيته وفسدت سريرته وبالتعبير الأصح أن صدر الدين الخالدي المعروف بصدر جهان قد اتهمه ووشاه لدى السلطان وبين أن جمال الدين الدستجرداني صاحب الديوان عين له يخبره بالأحوال. فأمر بقتل الدستجرداني فقتل توسطا ورتب صدر الدين الخالدي عوضه ، وكانت مدة ولايته ديوانية الممالك لم تتجاوز الشهرين (١).
ثم توجه إلى بغداد بجيوش كثيرة وشمل الناس بالعدل والإحسان ولم يتعرض أحد من العسكر لأهل السواد بما جرت به العادة من رعي الزروع ولا غير ذلك. وكانت الرعية تسير بينهم ومعهم الأشياء المجلوبة للبيع فلا يأخذ أحد منهم شيئا إلا ابتياعا باللطف واللين ، ورأى الناس من العدل ما أوجب زيادة دعائهم لدوام دولته ...
فلما دخل بغداد لم ينزل في دار إلا بالأجرة وما أنزع أحد من منزله.
دخوله المدرسة المستنصرية :
ثم دخل المدرسة المستنصرية من الدار المجاورة لها وكان يسكن بها نظام الدين محمود شيخ المشايخ وكان المدرسون والفقهاء قد جلسوا على عادتهم والربعات الشريفة في أيديهم فلما عاينوه قاموا وخدموه. فأمر رشيد الدين يقول لهم أنتم مشغولون بقراءة كتاب الله عز وجل كيف
__________________
(١) تاريخ كزيده ص ٥٩٣ وابن الفوطي.