[كوكجه] ابن مينكليك ايچيگه الذي هو من قبيلة [قونقامار]. وهذا يدعوه الناس (صنم الله) (تكري (١) بتي) فقال لجنگيز : «أمرت من جانب الله تعالى أن آتيك وأنبئك وسائر الناس بأن لا يدعوك تموچين. وليكن اسمك جنگيز (٢) وأن الله أعطاك كافة أقطار الأرض». [وچنيك مفرد چنكز بمعنى العظيم أو القهار أو الفظ القاسي]. وكان كوكجة هذا يتجول في البراري والجبال من أرض المغول وفي شتائها القارس حافيا عاريا ويغيب أياما ثم يأتي وكان يقول إنه يأتيه فرس أدهم من الغيب فيركبه ويسري به إلى السماء فيكلمه الله هناك ثم يرجع» وقد تفاءل تموچين خيرا بهذه التسمية فلم يعدل عن قوله. ومثل هذه القصة ما جاء في ابن العبري ولكنها غير واضحة بهذه الصورة : (ص ٣٩٤ : ٣٩٥).
أعماله التالية لإعلانه الاستقلال :
وحينئذ أرسل الرسل إلى جميع شعوب الترك فمن أطاعه وتبعه نجا ومن خالفه خذل وذل (ص ٣٩٥ العبري). وإن أول من عارضه (تيانك خان) [تيانغ] ففي سنة ٦٠٠ ه (١٢٠٣ م) حاربه وكانت من أعظم الحروب التي صادفت جنگيز وكان هولها خطيرا.
وهذه المحاربة الدموية طالت من وقت السحر إلى الغروب جرح فيها تايانك (تيانغ) وكسر جيشه وقد فر مجروحا فمات في الطريق فانتصر عليهم جنگيز وتغلب بصورة باهرة وذلك لأن جنگيز علم بتأهبه من رئيس قبيلة اونغوت التي كتب لها أن لا تتابع جنگيز وهذه أخبرته ،
__________________
(١) وفي ابن العبري تبت تنكري وهو غلط وصحيحه ما ذكر في الأصل كأنه أراد أن يقلب الإضافة ويبقى الاسماء بحالها ...
(٢) ولفظه ابن بطوطة «تنگيزخان» بالتاء ولعله أخذه عن التلفظ وشيوعه بهذه الصورة وقد شاعت اسماء أمراء بهذا اللفظ «تنكيز» في أنحاء سورية ولكن التواريخ العربية نطقت به خاصة بما تقدم ... «ر : ص ٢٢٤ ج ١ تحفة النظار».