وأما ابنه وهو (كوچلو) (١) فقد سلم وذهب إلى عمه الأكبر بويروق خان.
وهذه الفتن والأحوال الحربية كان منشأها وسببها الوحيد چاموقا چچن المار الذكر فإنه أوهم اونك خان حتى وقع فيما وقع وفي هذه المرة أهلك تيانك خان (تيانغ) ولذا اتفق الجويرات فألقوا القبض عليه وسلموه إلى جنگيزخان خلاصا من شره فقتله.
ومما يحكى عنه حين قتله وتعذيبه أنه قال : لو كنت قبضت على جنگيز لفعلت به هذه الفعلة.
وبعد أن قضى جنگيز الشتاء لدى أهله عزم في الصيف على مركيت ، وكانت تحت امارة توقتا ، وهذا اتفق مع تيانغ وتقاتل مع جنگيز ، فأحس بضعفه فانهزم وذهب إلى بويوروق خان ملك نايمان ، فاكتسح جنگيز ملكه وألحقه بممالكه.
ومن هناك ذهب إلى تانغوت وكانوا قد تحاصروا في القلعة وفي مدة قليلة تمكن من الاستيلاء عليهم وجعل القلعة قاعا صفصفا وقتل رئيسهم وجعل على ولاياتهم حاكما ، ورجع عنهم.
قضى الشتاء في هذه المرة أيضا ثم ذهب في الصيف المقبل على ملك نايمان وهو بويوروق خان وحينما قارب نايمان في الربيع لم يكن ل (بويوروق خان) علم وكان قد ذهب للصيد فصادفه جنگيزخان فقتله حالا. (وكانت مواطنهم سلطنة (هيا) وعاصمتهم (هياچه أودي) (والآن هينغ هيا). فهم في اولوداغ في شمال بحيرة بالقاش وهي الأراضي التي تفصل تركستان القديمة عن سبيريا). أما كوچلو بن تيالغ وأمير مركيت وأولادهم فلم يكونوا قد ذهبوا معه للصيد وبقوا في الخيام. ولكن قد فرّ أحدهم وقص الخبر عليهم ففرّ كوچلو مع توقتا وذهب إلى (ايرتيش).
__________________
(١) قد عبر عنه مؤرخونا مثل أبي الفداء نقلا عن المؤرخ النسوي أنه كشلو اوكشلي.
والكلام عنه كان مجملا ومبتورا ... فلم يستوف الوقعة.