خصوصا ما شذ عن غيره ، وأنصف لعمري في تسميته كاملا ما ألف ولم استبعد ظفره بشيء من تواريخهم المؤلفة بلغتهم وإلا فما الأمر مما يؤخذ بالقياس ، والذي أودعه تأليفه منها أكثر من أن يتلقف من أفواه الناس ... الخ» ا ه.
جهانكشاي جويني
من التواريخ الفارسية التي كتبت أيام حكومة المغول تأليف علاء الدين عطا ملك صاحب الديوان ابن الصاحب بهاء الدين محمد الجويني المتوفى سنة ٦٨٣ ه ١٢٨٥ م. قال في كشف الظنون : ذكر فيه سير جنگيز وهلاكو مشتملا على دولة المغول وسلاطينها وملوك الأطراف وزمانهم وقد أطراه صاحب تاريخ وصاف وأثنى عليه كثيرا على ما سيجيء.
وهذا التاريخ من أقدم ما كتب عن المغول بعد ابن الأثير والمنشي النسوي فقد تكلم عن أحوالهم وهو من المعاصرين وأولى بالاعتماد زيادة على غيره وذلك لأنه اتصل بالمغول وتجول في مملكتهم وشاهد العارفين بأحوالهم كما أنه كان قد شاهد بنفسه حوادث كثيرة وصاحب هلاكو مدة وقد حصل على كتب علمية مهمة حين القضاء على الاسماعيلية وحكى ذلك ... ثم أودع إليه منصب بغداد وكانت حكومته هناك نحو ٢١ سنة على ما فصل القول عنه في محله ، في خلالها حصلت عليه بعض الشكاوى فكتب إليه أخوه الوزير (شمس الدين محمد الجويني) يدعوه أن يتنبه للأمور ولا يغفل عما يجري وبين سطور هذه يقول :
كم لي أنبه مقلة من نائم |
|
يبدي سباتا كلما نبهته |
فكأنك الطفل الصغير بمهده |
|
يزداد نوما كلما حركته |