شمس الدين صاحب الديوان :
أما شمس الدين صاحب ديوان الممالك فإنه لما بلغه جلوس السلطان أرغون على التخت فارق السلطان أحمد والتحق بأتابك يوسف (١) شاه بلرستان واستتر عنده. ثم عرف أنه لا ينجيه ذلك ولا يعصمه فحضر بين يدي السلطان وتنصل مما فرط منه واعتذر بما أمكنه وضمن القيام بأمر الدولة وعمارة الممالك فهم باستبقائه ورق له فأشير عليه بقتله فأمر بتسليمه إلى من يحفظه واستيفاء الأموال منه فضرب وعوقب فقال :
ضرب مثلي غير لائق ومهما طلب مني من الأموال قمت به.
فعرضوا ذلك على السلطان فأمر بالتخفيف عنه فأخذ في جمع الأموال والقرض من التجار وغيرهم فأشار اعداؤه بقتله علما بما في تأخر ذلك من الضرر فأمر بقتله فلما احضر ليقتل سأل المهلة ساعة ليوصي فأمهل فكتب بخطه وصية بالفارسية قال في آخرها :
فإن وجد الناظر فيها خللا فلا غرو أني سطرتها وأنا عريان والسيف مشهور! فلما فرغ من ذلك قتل في محل يقال له (أهر) بجوار قره طاغ من توابع اذربيجان وذلك يوم الثلاثاء ١٥ شعبان سنة ٦٨٣ ه وحملت جثته إلى تبريز ودفن إلى جانب أخيه علاء الدين في مقبرة يقال لها (چرنداب) معروفة هناك.
ترجمة شمس الدين صاحب الديوان :
قد مرت ترجمة أخيه علاء الدين صاحب الديوان وهذا من أكبر وزراء المغول ، وأعظم رجالها ، وقد لعب دورا مهما ، ونال مكانة لم
__________________
(١) هو اتابك لرستان الصغير ـ پشتكوه ـ وقد افردنا لهذه المملكة رسالة بينا فيها امارتها وقبائلها ... ويعرفون اليوم ـ بالفيلية ـ وقبائلهم عديدة.