رسول إلى الشام : (وفاته)
في هذه السنة ارسل السلطان أحمد الشيخ عبد الرحمن إلى الشام لتقرير ما كان التمسه من الملك المنصور قلاوون لما ارسل إليه قطب الدين الشيرازي في السنة الماضية فلما وصل إلى دمشق حبس بها ، ولم يعلم عنه شيء بعد.
وكان ابوه مملوكا روميا للخليفة المستعصم ، فلما نشأ عبد الرحمن جعل من جملة فراشي السدة ، وأسر في واقعة ببغداد ، وقد ظفر بأشياء نفيسة من الجواهر وغيرها فجعل من فراشي الاردو ، فأظهر الزهد والناموس حتى صار يعرف بالشيخ فدفن ما كان معه في قلعة (تلا) ، ثم تنقلت به الأحوال حتى صار إلى الموصل ، واتصل بعز الدين ايبك دزدار العمادية ، وكان مولعا بصناعة الكيمياء مهوسا بها فمخرق عبد الرحمن عليه بشيء من ذلك فحظي عنده وقربه ، ثم سار عز الدين إلى السلطان وعبد الرحمن صحبته. فقال للسلطان إني رأيت في المنام في موضع من قلعة (تلا) دفينا فيه جواهر ومال كثير فسيره إلى هناك فأظهره وعاد به إلى السلطان. ومن ثم قربه وعمل له بعض المخاريق فزاد اعتقاد السلطان فيه ، ثم اتصل بالسلطان أحمد وحسن له الإسلام فأسلم وتسمى بأحمد ووعده بانتقال الملك إليه فلما ملك خدمه الأمراء والوزراء وعظمت منزلته عندهم. فلما ارسل الآن إلى سلطان الشام عرف حاله فأمر بحبسه من غير ان يجتمع به (١) ... وجاء في الشذرات أنه مات في الاعتقال بقلعة دمشق سنة ٦٨٣ ه بعد السلطان أحمد.
وفيات :
١ ـ توفي عماد الدين زكريا بن محمود القزويني قاضي واسط بها.
__________________
(١) ابن الفوطي ص ٤٣١.