ولا مجال للكلام عن باقي العشائر الآن ممن لم يرد لهم ذكر في هذا التاريخ لعدم وجود وقائع لهم ذات مساس بسياسة الحكومة أو بسبب أن الوقائع لم تتعرض إلا للقبائل المناوئة للحكومة فتظهر حوادثها وإن كان يرجع توطنهم إلى ما قبل هذا العهد.
وعلى كلّ إن الضعف في حكومة المغول كان قد دب في العهد الأخير وظهرت آثاره ... ذاك ما دعا أن تنهض القبائل بقوتها وأن تبرز بسلطانها ... وتوضحت قدرة العشائر أكثر في الحكم العثماني لما وصلنا من الوثائق عنهم بسبب أن هناك وثائق عراقية تتعرض لأمثال هذه. وأما الحوادث المذكورة من قبل المؤرخين الآخرين فإن نظرتها عامة ومن ناحية علاقتها بالحكومة لا غير ...
الحكومات المجاورة
لم يكن للعراق كيان خارجي ، أو سياسة خاصة في هذا العهد ...
وإنما كان تابعا لسياسة حكومة المغول فالعلاقة بين المغول وبين مجاوريهم بعيدة عنا وأهمها كانت مع (القفچاق) وحكومتها مغولية ومع سورية وهذه كانت تابعة لمصر وأمراؤها منقادون لها ... وكانت العلاقة في بادىء أمرها حربية ثم دخلتها في أواخر أيامها المفاوضات السياسية والمعاهدات الصلحية ... ويعد منها قتلة (تيمورطاش) ابن الأمير چوبان وقتلة قراسنقر ... وانتهت بمسالمات لمدة ... ولا محل للخوض في بيان واسع عن الحكومة المصرية في ذلك الزمن بأكثر مما مر بيانه ... وإنما أقول إن سلاطينهم المعاصرين.
١ ـ الملك المظفر قطز (٦٥٧ : ٦٥٨ ه).
٢ ـ الملك الظاهر بيبرس (٦٥٨ : ٦٧٦ ه).
٣ ـ الملك السعيد ناصر الدين محمد بركة ابن الملك الظاهر بيبرس (٦٧٦ : ٦٧٨ ه).