بمراحل ورماهم فيه أحياء فقتلهم بهذه الطريقة وأبقاهم حتى نضجوا.
وحينئذ تقدم إلى مواطنهم فاستولى عليها وانتهب ما فيها من أموال واتخذ أبناء الرؤساء أسرى وموالي والباقين ألحقهم بقبيلته.
وبهذا النصر نال غلبة وقوة فاكتسح بعد هذه الوقعة جميع انحاء مغولستان. وهذه الحروب وإن كان غاية ما يقال عنها إنها قبائلية ولم تكن مقارعة حكومة بحكومة إلا أنها تعلق عليها أهمية كبرى أولا من ناحية تمرنه على الحروب وممارسته لها وثانيا من حيث توحيد أمة المغول وتوجيهها نحو وجهة واحدة ، معلقة به قلبا وقالبا. وتظهر نتائج هذه وأهميتها في غلبته على الأقوام الأخرى. وظهوره بمظهر فاتح ...
حرب جنگيز مع ملك كرايت (١) وتغلبه عليه :
إن چاموقا چچن (ومعنى چچن العاقل المدبر) جاء يوما إلى سنكون بن أونغ (أونك) (٢) خان الكبير وقال له : إنكم تعرفون جنگيز صديقا لكم. والحال أنه اتفق مع تايانك خان وبويوروق خان خفية لمحوك وأباك وإزالة أثركما. ولم يكن أحد واقفا على أسرار جنگيز مثلي لأني من أقاربه وألصق الناس به خصوصا أنا عشنا سويّة ...
وبتأثير من قوله هذا حدثت منافرة بين المتجاورين كرايت ونايمان واشتد العداء بينهما فالكل اعتقدوا بصحة ما قاله چچن إلا أن الأب قال لابنه : «ان يسوكي ، وابنه جنگيز ، قد صنعا جميلا معنا فإذا لم يتجاوزوا علينا فلا نقدر أن نعتدي عليهما وإن چاموقا چچن كثير الكلام ومفسد. فلا أعتقد بكلامه ولا أشتري عداوة صديقي ومن له لطف علي فليس ذلك مني بصحيح».
__________________
(١) ورد في ابن العبري بلفظ كريت.
(٢) ورد بهذا اللفظ في الكتب العربية «أبو الفداء. وابن العبري».