تصفح أعمال العراق :
وفي رجب من هذه السنة سير السلطان غازان إلى بغداد أميرا اسمه توختاي لتصفح أعمال العراق وسير معه سعد الدين أسد بن علي مشرفا على العراق فقدما بغداد وقبضا على شرف الدين بديع وكان مشرفا به فهرب من الموكلين عليه بعد شهر ولحق بنوروز بخراسان.
وأما توختاي وسعد الدين فإنهما جمعا جباية وافرة من السلاح وبرزا بها إلى الكوشك بظاهر باب الحلبة في شوال منها.
ففي بعض تلك الأيام ركب سعد الدولة عامد توختاي يريد داره ببغداد وذلك وقت العتمة في نفر يسير من أصحابه غير مستظهر بسلاح ولا عدة ، فلما جاز باب الظفرية تواثب عليه رجالة ملثمون من رجالة الحلة وضربوه بالسيوف والخناجر فجرحوه في رأسه ويده اليسرى وكادوا يقتلونه فهرب أصحابه عدا غلام توختاي فجعل يضرب قطاة بغلته ويحثها وجعل سعد الدين يدافع عن نفسه بالمقرعة فنجا ولم يكد ، وكانت نجاته من العجب الذي هو فرج بعد شدة ، وكان ذلك بوضع جمال الدين الدستجرداني وكان المدبر لهذه القضية حسن بن مجهر ، وهو من بطانته.
وفيات :
١ ـ توفي أثير الدين البشيري مشرف العراق وهو ابن عم مجد الدين محمد ابن الأثير.
٢ ـ توفي قاضي القضاة جمال الدين عبد الجبار البصري بالبصرة انحدر إليها فمرض ومات ، وولي بعده ولده عماد الدين قضاء القضاة ببغداد.