سعيد وقع ما سنذكره من أمر الچوبان كبير أمرائه وفرار ولده الدمرطاش إلى الملك الناصر ووقعت المراسلة بين الملك الناصر وبين أبي سعيد واتفقا على أن يبعث أبو سعيد إلى الملك الناصر برأس قراسنقر ويبعث إليه الملك الناصر برأس الدمرطاش فبعث الملك الناصر برأس الدمرطاش إلى أبي سعيد فلما وصله أمر بحمل قراسنقر إليه. فلما عرف قراسنقر بذلك أخذ خاتما كان له مجوفا في داخله سمّ ناقع فنزع فصه وامتص ذلك السم فمات لحينه فعرف أبو سعيد بذلك الملك الناصر ولم يبعث له برأسه.» ا ه (١).
أمير العرب مهنا بن عيسى :
إن هذا الأمير وهو مهنا بن عيسى (٢) لما اعتمد المساعدة من قراسنقر ولغير ذلك من الأمور التي استوحشها من سورية كاتب السلطان خربنده ثم أخذ منه إقطاعا بالعراق مدينة الحلة وغيرها واستمر إقطاعه من السلطان بالشام وهو مدينة سرمين وغيرها على حاله وعامله بالتجاوز ولم يؤاخذه بما بدا منه وحلف على ذلك مرارا فلم يرجع عما هو عليه وجعل مهنا ولده سليمان منقطعا إلى خدمة خربندة ومترددا إليه واستمر ابنه موسى في صداقة السلطان ومترددا إلى الخدمة واستمر على ذلك
__________________
(١) رحلة ابن بطوطة ج ١ ص ٤٤.
(٢) ساق ابن خلدون نسب عيسى المذكور بأنه عيسى بن مهنا بن مانع بن جذيلة بن فضل بن بدر بن ربيعة بن علي بن مفرج بن بدر بن سالم بن جصة بن بدر بن سميع فيقفون عند هذا فلا يتجاوزونه في العد ... ونفى انتساب هؤلاء إلى آل برمك كما يتوهم العوام ويدور على ألسنتهم ومن هؤلاء آل فضل ينتسبون إلى فضل وآل علي إلى علي المذكورين ويشاهد طريق اتصالهم ... وجذيلة المذكور في عمود النسب ورد في الدرر الكامنة بلفظ حديثة كما في الشذرات وكرر صاحب الدرر الكامنة هذه اللفظة مرارا «الدرر الكامنة ج ٤ ص ٣٥١ وج ٥ ص ٤٣٦ ابن خلدون وج ٦ ص ٦».