تبدلات إدارية في العراق أيضا :
في هذه السنة عزم الملك شرف الدين السمناني صاحب ديوان العراق على التوجه إلى الأردو. فقصد سعد الدولة المشرف عليه مشهد موسى بن جعفر عليه السّلام وزار ضريحه الشريف وأخذ المصحف متفائلا به فخرج له : يا بني اسرائيل قد انجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المنّ والسلوى فاستبشر بذلك وأطلق للعلويين والقوام مائة دينار. فلما وصلوا إلى حضرة السلطان عزل الملك شرف الدين ورتب سعد الدولة صاحب ديوان الممالك وأمر السلطان بقتل بغانوين (بوقا) فقتل هو وأولاده وأصحابه وكان الأمير أروق أخوه في ديار بكر فأنفذ إليه من قبض عليه ثم قتله. وكان ذلك لتغير نياتهما في طاعته.
ثم إن سعد الدولة رتب في العراق أخاه فخر الدولة ومهذب الدولة نصر ابن الماشعيري ورتب معهما جمال الدين علي الدستجرداني كاتبا فوصلوا إلى بغداد وقرروا قواعد أعمالها.
ثم وصل تقدم سعد الدولة بالقبض على الزين الحظائري ضامن التمغات ومجد الدين إسماعيل بن الياس واستيفاء ما عليهما من الأموال في ثلاثة أيام ثم قتلهما بعد ذلك فقبض عليهما ووكل بهما وعوقبا بالضرب وغيره وأخذ كل مالهما من مال وملك. ثم قتل الزين ظاهر سوق بغداد في العشرين من جمادى الآخرة وقتل مجد الدين يوم الأربعاء في الثاني والعشرين منه تحت دار الشاطيا ، وسلمت جثته إلى أولاده. وكان قتله آخر النهار وهو صائم فطلب ماء فلما أتي به نظر إلى الشمس وقد قرب غروبها فلم يشربه. وقال للسياف اضرب ضربة واحدة فقال له نعم.
كان رحمه الله تعالى من محاسن الزمن عالما فاضلا أديبا جوادا سخيا كريما يكتب خطا جيدا ويقول الشعر ...