ورحل إلى البلاد الغربية. ولما وصل إلى ناحية قمستكي وبينها وبين مدينة بيش باليغ خمس مراحل ادركه أجله في تاسع ربيع الآخر من السنة المذكورة. فأرسلت زوجته المسماة قاميش وفي العبري (أغول غانميش) رسولا إلى باتو بن تولي وأعلمته بالقضية وتوجهت هي إلى جانب قوناق وايميل وأقامت بالمكان الذي كان يقيم به كيوك خان أولا. فسيرت سورقوقتي بيكي (١) زوجة تولي خان وهي أكبر الخواتين يومئذ إليها رسولا تعزيها وحمل إليها ثيابا وبوقتاقا (ويروي وبوقتايا).
أما باتو (٢) فإنه سار من بلاده الشمالية متوجها إلى المشرق ليجتمع بكيوك خان لأنه كان يلح عليه بالمسير إليه. فلما وصل إلى موضع يقال له الاقماق وبينه وبين مدينة فياليق ثماني مراحل بلغه وفاة كيوك خان. فأقام هناك وسير رسولا إلى قاميش (اغول غانميش) زوجة كيوك خان وأذن لها بالتصرف في الممالك إلى أن يقع الاتفاق على من يصلح للأمر وأرسل أيضا إلى الجوانب ليجتمع الأولاد والعشائر والأمراء.
مانگو (٣) قاآن :
هو ابن تولي (٤) خان من زوجته الكبرى سورقوقتي بيكي بنت
__________________
(١) وردت في ابن العبري بلفظ «سرقوتني» وفي شجرة الترك سورقوقتي وهو الذي عولنا عليه راجع ص ١٤٩.
(٢) في ابن العبري جاء بلفظ باتوا والصحيح «باتو».
(٣) جاء في وفيات الأعيان ص ١٨ ج ١ بلفظ «موركونا» وفي جامع التواريخ «مونككا» وفي شجرة الترك «مانكو» أو «مانغو» وفي العبري وافق جامع التواريخ.
والاختلاف في الأعلام وضبطها كبير جدا ... والصحيح المؤيد في كتب اللغة هو ما جاء في شجرة الترك.
(٤) اختلف في اسم أبيه تولي خان أيضا بين «يولي ومولى» كما في طبقات الشافعية وفيه في بعض المواطن وفي غيره وهو الأصح تولي خان كما ذكر في صلب الكتاب.