فالتقوا واقتتلوا قتالا شديدا فقتل ابن محاسن وجماعة من أصحابه وانهزم الباقون فكاتب والده الحكام ببغداد يعرفهم ذلك ... فركب (شحنة العراق) (١) وسار إليه.
وأما أبو صالح فإنه قصد قبة الشيخ ابن البقلي بناحية النجمية من أعمال قوسان فقتل كل من بها من الفقراء والصالحين ونهب أموال أهل الناحية فوصل شحنة العراق بعساكره إليه وأحاط به وبأصحابه ووضع السيف فيهم فلم ينج منهم إلا نفر يسير وحمل رأس أبي صالح وأصحابه إلى بغداد وعلق بها.
٢ ـ ذيول هذه الحادثة وداعية آخر :
ولما رحل أبو صالح من واسط ظهر في قرية من قراها تعرف (بقرية الشيخ) رجل اسمه شامي ادعى ما ادعاه أبو صالح وأمر الناس بالمعروف ونهاهم عن المنكر فمال الناس إليه وتاب خلق كثير على يده واعترف قوم بالقتل وغيره وسأل أن يقتص منه. واعترف آخرون أنهم سرقوا مال فلان وفلان يوم كذا. فكثر جمعه فأرسل فخر الدين ابن الطراح صدر واسط إليه ينهاه عن فعله ويتهدده بالقتل ...
فلما اتصل به ما جرى لأبي صالح هرب والتجأ إلى العرب وتفرق جمعه.
٣ ـ ابن كمونة وكتاب الأبحاث عن الملل الثلاث :
في هذه السنة أيضا اشتهر ببغداد عز الدولة (ابن كمونة) اليهودي صنف كتابا سماه (الأبحاث عن الملل الثلاث) تعرض فيه بذكر النبوّات وقال ما نعوذ بالله من ذكره فثار العوام وهاجوا واجتمعوا لكبس داره
__________________
(١) الآن نسمع شحنة العراق دون شحنة بغداد.