صفوة القول عن جنگيزخان :
إن هذا الملك كانت ادارته أشبه بحكومات اليوم. فلم يضع عقلا ولم ينتهج غيا. فهو صاحب حكومة مدنية لم يؤسس عمادها على دين وشكلها استعماري ، استخدم جماعات من العناصر المختلفة والأمم المستضعفة لترويج غرضه وتمشية منهاجه. وإن كان الأقوام الذين معه سلكوا المحرمات وأباح هو المنهيات لأمور لا تخفى على العاقل مغازيها بالنظر لأوضاع الاجتماع آنئذ ... ولكنهم احترموا ضعفاء الأقوام وجعلوهم احرارا في كل مراسمهم الدينية فصار يظن لأول وهلة أنهم نصارى من قبل النصارى وهكذا ... ولكن المفهوم أنهم يقدسون الشمس فتراهم في تولية اوكتاي السلطنة مقام أبيه قد جثوا على ركبهم تسع مرات دلالة على التعظيم له. ثم خرجوا من المخيم وجثوا ثلاث مرات حيال الشمس ... ومن هذا يفهم أنهم يعظمون الشمس ويخضعون لإشراقها ...
قال ابن السبكي في الطبقات : «كان من أعقل الناس ، وأخبرهم بالحروب ووضع له شرعا اخترعه ، ودينا ابتدعه ... سماه (الياسا) لا يحكمون إلا به ، وكان كافرا يعبد الشمس ...» ا ه وقد مر النقل عنه أن قومه أطاعوه طاعة العباد المخلصين لرب العالمين (١) ...
وإن القصة التالية توضح عقيدة جنگيزخان :
«إن جنگيزخان بعد أن ضبط طوران وإيران وبعد أن أتم أمراؤه وأبناؤه ما عهد إليهم من تخريب أنحاء غزنة من قبل اوكتاي وتعقيب أثر السلطان جلال الدين من قبل جغتاي خان فانعدم أثره وعاد بغنائم وفيرة وأسرى كثيرين ... جاء إلى سمرقند وعين في الولايات حكاما عسكريين
__________________
(١) طبقات الشافعية ص ١٧٦.