وإيقاد ، يوما نفاذ حد وإيراء زند ، وآخر ضرع خد ، وسقوط جد ، بينا تملكه ، إذ تكاد تهلكه ، وحال تعليه ، إذ رأيته تبتليه ، لبلغ افادة الغرض ، إذ في تصاريف أحوال الزمان به عجائب لم توجد أخواتها ... لفظته بلاد الترك إلى أقاصي الهند وأقاصي الهند إلى أواسط الروم من مليك مطاع ، وطريد مرتاع ... الخ» مما يعين روحيته ويبين مقدرته ... وله أربع عشرة وقعة مع المغول في إحدى عشرة سنة فصلها النسوي المذكور (١) ...
وكان مقتله في منتصف شوال سنة ٦٢٨ ه ١٢٣١ م ومحمد المنشىء النسوي ممن كان في خدمة جلال الدين وملازمته في جميع اسفاره وغزواته إلى أن قتل. وكان كاتب الإنشاء ومحظيا متقدما عنده فهو أخبر بأحوال جلال الدين ووالده.
وقد مر الكلام على كتابه (سيرة منكبرتي) ووقائعه وبعض النقول عنه ... وكان قد ذكر في أواخره أنه كتبه سنة ٦٣٩ ه. وأما النسخة المطبوع عليها فقد نجزت سنة ٦٦٧ ه.
ثم إن الخوارزمية عاثوا في البلاد في انحاء حلب وحصلت منهم غارات نهب وسفك دماء ما لا يقل عن أعمال التتر كما في أبي الفداء وابن الفوطي مما يلي المباحث المتقدمة.
وقائع جنگيزخان الأخرى :
إن جنگيزخان بعد أن ضبط سمرقند توجه بعساكره إلى نواحي خوارزم وأنفذ الرسل إليهم يدعوهم إلى الايليّة (٢) والدخول في طاعته.
__________________
(١) أبو الفداء ج ٣ ص ١٥١ وسيرة المنكبرتي ص ٢ وص ٢٤٧.
(٢) «المتابعة والانقياد له والدخول في عداد أهل مملكته وليست هي الآلية بمعنى القسم كما قال الناشر لتاريخ ابن العبري».