ومن في كفه منهم قناة |
|
كمن في كفه منهم خضاب |
فلم يشعر إلا وأحاطت به أطلاب التتر بمخيم جلال الدين وهو نائم ... فحمل بعض عسكره وهو اورخان وكشف التتر عن المخيم ودخل بعض الخواص وأخذ بيد جلال الدين وأخرجه وعليه طاقية بيضاء فأركبه الفرس وساق أورخان مع جلال الدين وتبعه التتر فقال جلال الدين لأورخان انفرد عني بحيث تشغل التتر بتتبع سوادك. وكان ذلك خطأ منه. فإن أورخان تبعه جماعة من العسكر يقدرون بأربعة آلاف فارس وقصد أصفهان واستولى عليها مدة.
ولما انفرد جلال الدين عن أورخان ساق إلى انحاء آمد فلم يمكن من الدخول ، فسار إلى قرية من قرى ميافارقين طالبا شهاب الدين غازي ابن الملك العادل صاحب ميافارقين ، ثم لحقه التتر في تلك القرية فهرب إلى جبل هناك وبه أكراد يتخطفون الناس فأخذوه وسلبوه ثم قتلوه.
ويحكي عنه المنشي النسوي أنه كان اسمر قصيرا تركي الشارة والعبارة ، يتكلم الفارسية ، وأنه كان يكاتب الخليفة على مبدأ الأمر على ما كان يكاتبه به أبوه. فكان يكتب (خادمه المطواع منكبرتي) وبعد أخذ خلاط كاتبه بعبده. ويكتب إلى ملك الروم وملوك مصر والشام اسمه واسم أبيه وكانت علامته على توقيعه (النصر من الله وحده). وكان جلال الدين يخاطب ب (خداوند عالم) أي صاحب العالم.
وقال المنشي : «كان اسدا ضرغاما ، اشجع فرسانه اقداما ، وكان حليما لا غضوبا ولا شتاما ، وقورا لا يضحك إلا تبسما ، ولا يكثر كلاما ، وكان يحب العدل غير أنه صادف أيام الفتنة فغلب ، ويحب الترفيه على الرعية لولا أنه ملك في زمان الفترة فغصب ..» وعلى كل «فتقلبات الأيام بجلال الدين من إهباط وإصعاد ، وإطفاء شعلة نار