ولما عاد جلال الدين إلى حافة ماء السند كسيرا رأى والدته وأم ولده وجماعة من حرمه يصحن بالله عليك اقتلنا أو خلصنا من الأسر فأمر بهن فغرقن ...
ثم اقتحم جلال الدين وعسكره ذلك النهر العظيم فنجا منهم إلى جانب البر الآخر نحو أربعة آلاف رجل حفاة عراة ... ثم جرى بين جلال الدين وبين أهل تلك البلاد وقائع انتصر فيها جلال الدين ووصل إلى لهاوور من الهند. ولما عزم جلال الدين على العودة إلى جهة العراق استناب بهلوان أزبك على ما كان يملكه من بلاد الهند واستناب معه حسن قراق ولقبه (وفاء الملك). وفي سنة ٦٢٧ ه ١٢٣٠ م طرد (وفاء الملك) بهلوان أزبك واستولى وفاء الملك على ما كان يليه البهلوان من بلاد الهند.
وكان جلال الدين قد عاد من الهند ووصل كرمان في سنة ٦٢١ ه ١٢٢٥ م وقاسى هو وعسكره في البراري بين كرمان والهند شدائد. ووصل معه أربعة آلاف رجل. ثم سار جلال الدين إلى خوزستان واستولى عليها ثم على اذربيجان ثم كنجه وسائر بلاد أران.
وعند ذلك نقل جلال الدين أباه من الجزيرة إلى قلعة ازدهن ودفنه بها. ولما استولى التتر عليها نبشوه وأحرقوه. وكذا فعلوا في محمود سبكتكين حين استولوا على غزنة.
وفي هذه الأثناء تمكن التتر من اذربيجان فسار يريد ديار بكر ليذهب إلى الخليفة ويلتجىء إليه ويعتضد بملوك الأطراف على التتر ويخوفهم عاقبة أمرهم ، وطلب النجدة من الملك الأشرف فلم ينجده ، وعزم على المسير إلى اصفهان ، ثم انثنى عزمه وبات بمنزله ... ، وحينئذ أحاط به التتر وصبحوا عسكره :
فمساهم وبسطهم حرير |
|
وصبحهم وبسطهم تراب |