وفي هذا ما يبين عن هذه الوحدة ولكنها على كل حال لم تكن كما حصل للعرب من الألفة إبان ظهور الشريعة الإسلامية الغراء ...
وقد قال ابن السبكي : «كانوا ببادية الصين وهم من أصبر الناس على القتال وأشجعهم فملكوا جنگيزخان عليهم وأطاعوه طاعة العباد المخلصين لرب العالمين» ا ه (١).
العلاقات الأولى
بين جنگيزخان وخوارزمشاه :
نظرا للبعد ووجود حكومات أو إمارات بين جنگيز والبلاد الإسلامية الكبرى كانت بطبيعة الحال العلاقات مفقودة ولكن بعد أن استولى المغول على البلاد المجاورة نشأت العلاقات وذلك أن كشلوخان بعد مفارقته جنگيزخان مال إلى حدود قيالق والمالق فصالحه صاحبها ممدو خان بن ارسلان خان على أن تكون الأيدي واحدة ومتفقة وفي هذه الأثناء كانت هزيمة كورخان ملك الخطا (خيتاي) من وقعة جرت بينه وبين السلطان خوارزمشاه وهي آخر الوقائع بينهما فوصل إلى حدود كاشغر فأخذ ممدوخان يزين لكشلوخان قصد كاشغر والاستيلاء على كورخان فنهضا من قيالق وكبساه بحدود كاشغر واقتنصاه وأجلساه على سرير الملك وصارا لا يعملون بأوامره إلا قليلا.
ولما سمع السلطان بذلك هدد كشلوخان بلزوم تسليمه إليه وما معه من نفائس وأن يأتيه ببنته وخزانته وأوعده فيما إذا امتنع فقدم له طرفا نفيسة جدا وتشفع مستعفيا من إرسال كورخان وكان السلطان يلح وهذا يطاول وآخر رسول بعثه السلطان هو الأمير محمد بن قرا قاسم النسوي وأمره بمخاشنة كشلوخان ففعل فقيده كشلوخان ثم نجا بوقعة جرت
__________________
(١) طبقات السبكي ج ١ ص ١٧٦.