وكان السفير في ذلك مجد الدين السلامي ، وكان القاضي كريم الدين قد أذهل هذا الوزير بأنواع العطايا والهدايا التي كان يرسلها إليه بحيث استجلبه إلى أن حكم على چوبان وحكم چوبان على أبي سعيد وأكابر المغل وأراد الله أن يجمع شمل الإسلام على كلمة واحدة.
ولما قرب سفر الرسل أحضرهم وأحضر الأمراء وحلف اليمين التي عقد عليها الصلح وكتب بها نسخة على العادة وسير صحبتهم ما حسن وافتخر به من كل شيء ، وخلع على كبير الرسل ثلاث خلع مكملة بحوايص ذهب وأعطاه ألفي دينار وأنعم على سائر من كان معه وأطلق له شراء الخيل العربيات وجميع ما يختاره وأمر أن لا يتعرض إليه أحد من النواب ولا الولاة وكذلك القاضي كريم الدين أرسل من جهته أشياء مناسبة وأشياء مفتخرة هدية لأبي سعيد وچوبان والوزير وكتب السلطان أيضا إلى نائب الشام وإلى نائب حلب وسائر المملكة أن لا يمنع من يريد دخول الفرات ولا من يريد النزول بأراضيه ، وأن يكون كل من يحضر آمنا على نفسه وماله وكذلك التجار والمسافرون وسائر أرباب الصنائع ، وأن الشرق وبلاد مصر بلاد واحدة ، والإسلام قد جمع بين الكل.
وكتب القاضي كريم الدين إلى مجد الدين السلامي وعرفه أن السلطان أقبل على الرسل إقبالا عظيما وسأله أن يحضر إلى مصر ليجتمع بالسلطان ويعود في أمر مهم يختص به. وكان طلب السلامي ليرسل معه فداويا متنكرا ليغتال قراسنقر وقد اعتذر السلامي فلم يقبل عذره ، وأوعز إليه أن يبقى مدة بصفة مملوك ثم يجري فعلته. فلم يوفق لغرضه فأعيد ومعه هدايا من السلطان ومن القاضي ...
رسول مصر إلى السلطان أبي سعيد :
وفي هذه السنة وصل الأمير ايتمش المحمدي إلى تبريز فتلقاه الوزير وقد عرف منزلته من قراسنقر وجاء بحشمة وأبهة لا مزيد