وأن امراء ارغون كانوا قد قتلوا ولم يبق معه عضد يشد ازره ولكن امراء السلطان أحمد كانوا في مشادة فيما بينهم مما دعا إلى هذا التبدل.
وأحدث تغيرا في كل الإدارات للملحقات المهمة ولم يقف الأمر عند ذلك بل أدى إلى التنكيل بالامراء السابقين ولم يكن ناشئا عن اتفاق أو افتراق يؤدي إلى اختيار السلطان ما يراه مناسبا فلا اختيار له ولا رأي بل هو مغلوب على أمره ، والنزاع واقع دائما بين الأمراء وإنما كان فيهم القتل والمحو إلى أن أدت هذه الأحوال إلى هلاك الشرق واضمحلال أكابر رجاله وانقراضهم وتسلط زعانفته وشياطينه وقضوا على حسن الإدارة والنظام وتولى الطغام ، الأشرار والجهال والفجار ...!!!
وقد شاهدنا هذه الحالة بعينها في حكومة الترك العثمانيين أيام اضمحلالهم وانحلال حكمهم وما وليها من الإدارات الحكومية عندهم وعند غيرهم ممن قام مقام المغول. ومبدأهم الاقصاء ، والقتل ، والتبعيد وتسليم الإدارة بيد الجهال والحمقى والمغفلين والأشرار الفساق ...
وسيتضح الوضع أكثر فيما يلي من الحوادث ...
حوادث في بغداد :
١ ـ ظهور نائب المهدي : في شهر رمضان من هذه السنة ظهر في سواد الحلة رجل يعرف بأبي صالح ادعى أنه (نائب صاحب الزمان) وقد ارسل ليعلم الناس أنه قد قرب ظهوره واستغوى الناس بذلك فكثر جمعه وانضم إليه خلق كثير من الجهال فقصد بلاد واسط ونزل في موضع يسمى (بلد الدجلة) من أعمالها وأخذ من أموال الناس شيئا كثيرا وسار إلى قرية قريبة من واسط تعرف (بالارحا) وأرسل صدر واسط فخر الدين ابن الطراح بأن يخرج إليه فقال لرسوله : قل له يرحل عن موضعه ويحفظ نفسه ومتى تأخر انفذت العسكر لقتاله فرحل وقصد الحلة فأرسل إلى صدرها ... ابن محاسن يستدعيه إليه فأخرج ولده في جماعة من العسكر