ولكن الأمور لم تجر وفق المطلوب وإنما اضطربت الحالة وساءت بسبب التقيد الزائد ، والاحتياط الكبير فكانت داعية التخوف البليغ أدت إلى الخلل العظيم وصار الوزير الجديد يعارض في كل أمر ولا يلتفت إلى أوامر الخواجة رشيد الدين هذا وأن زوجة الخواجة سعد الدين كانت قد اتفقت مع نجيب الدولة من أطباء البلاط وهذا أيضا كان ممن اعتنق الإسلامية وهو في الأصل من اليهود فلعب في أيام الجايتو وأبي سعيد هو وأمثاله من اليهود الذين قبلوا الإسلامية لمصلحة ادوارا هائلة وكانت تقع على أيديهم وقائع فجيعة كادوا بها يقضون على جميع الوزراء بل قضوا ودمروا الحكومة ...
وعلى كل حال أوضح هذه النواحي القاشاني وفصل ما جرى ...
غلاة الشيعة ـ مشهد ذي الكفل (١) :
وفي ثالث ذي الحجة من هذه السنة قتل السيد تاج الدين اللوحي (٢) وهو من متقدمي رجال الشيعة ورؤسائهم وكان من أهل الغلو العظيم في الرفض فهذا كان قد حرض السلطان الجايتو على هذا المذهب. وقتل ابن السيد تاج الدين وجماعة آخرين بسبب اتفاقهم مع الخواجة سعد الدين فقضى عليهم جميعا ... وأن السيد عماد الدين علاء الملك السمناني قد سمل بسبب ميله إلى جانبهم ...
وفي هذه الوقعة والخلاف بين الوزراء ما يؤيد وجهة نظر كلّ فضاع التدبير في تدارك الخلل وجاء في ابن بطوطة كما في النص
__________________
(١) جاء في كتاب جامع الأنوار : تربته فيما بين الحلة والكوفة يزورها المسلمون وأهل الكتاب وهي مشهورة معروفة ... وفي كتب التفسير مباحث عديدة عن سبب تسميته وعن عبادته والقصص المحفوظة عنه وهكذا نجد الكثير مسطورا في تاريخ الأنبياء ... وفي تاريخ حمد الله المستوفي المسمى «بنزهة القلوب».
(٢) في تاريخ كزيده جاء بلفظ «آوجي» ، وفي عقد الجمان الآوي.