وأمر للفقراء المقيمين هناك بمال وتوجه إلى بغداد وأقام إلى أيام الربيع.
خروجه من بغداد وما جرى ـ (قتلة نوروز):
ثم سار إلى بلاد الجبل وقد تأكد عنده ما بلغه من حال نوروز. وقد جاء في الدرر الكامنة : أول ما وقع له القتال كان مع نوروز بن أرغون الذي كان حسن له الإسلام فإن نوروز خرج عليه فحاربه ثم لجأ نوروز إلى قلعة خراسان فأخذ منها وقتل ثم عاد غازان إلى الأكراد الذين اعانوا نوروز فأوقع بهم فقتل في المعركة خمسون ألف نفس وبيعت البقرة السمينة في هذه الوقعة بخمسة دراهم والرأس من الغنم بدرهم والصبي الحسن الصورة المراهق والبالغ باثني عشر درهما ... وذلك أنه لما وصل خانقين أمر بقتل إخوة نوروز وأهله وأصحابه وكل ما يتعلق به من نائب وغيره فقتلوا وكان من جملتهم كمال الدين كوجك وكان ببغداد فأحضر وقتل وأمر بإلزام أهل الذمة (الغيار) فألزموا بذلك في بغداد مدة شهرين ثم أزيل. ثم أمر الأمير قتلغ شاه بالمسير إلى خراسان والقبض على نوروز وقتله فسار وأوقع ببيوته وقتل كثيرا من أهله حتى أدركه بنواحي هراة فاعتصم بها وقاتل أهل البلد عنه أياما فأرسل الأمير قتلغ شاه إليهم يتهددهم ويخوفهم عاقبة الأمر فتخاذلوا عنه فقبض عليه وأخرج راجلا وسلم إلى قتلغ شاه فقتله في ذي الحجة بترتيب من صدر جهان وحيلة منه ... وذلك أنه اختلق كتابا يشعر بمخابرة مع سلطان مصر ... وكل هذا كان لنيل الإمارة ... مما يدل على أخلاق القوم آنئذ ودرجة تفسخهم حبا في الرياسة ونيل الكراسي ... وأنفذ رأسه إلى السلطان فطيف به في تلك البلاد ونفذ إلى بغداد وكان هذا بمنزلة الاعلان في أمثال هذه ترهيبا للناس وتخويفا لهم. وكانت الوشايات على أمراء المغول ورجالهم تترى إلى أن قضوا على أكثرهم وعدمت المملكة حسن الإدارة (١) ...
__________________
(١) الدرر الكامنة ج ٣ ص ٢١٣ وتاريخ كزيده ص ٥٩٣ وابن الفوطي.